نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرًا حصريًا، قدمت فيه أدلة عن مقتل الناشطة الأمريكية- التركية عائشة نور إيجي في بلدة بيتا، قرب مدينة نابلس. وفي الوقت الذي اعترف فيه جيش الاحتلال بمقتلها، وأنه "لم يكن مقصوداً"، إلا أن تحليل أشرطة الفيديو وفحص شهادات المشاركين في الاحتجاج ضد التوسع الإستيطاني في جبل صبيح في البلدة يظهر أن حدة المواجهات خفت، وأن المشاركين كانوا يتراجعون إلى أسفل التلة التي حدثت فيها الاحتجاجات، حين قتلت الناشطة برصاص الجيش.
وتقول هيلين، المتطوعة الأسترالية (في الستينات من عمرها)، وكانت مع إيجي طوال اليوم: "قررنا معاً أننا لا نريد أن نكون قريبتين من الفعل أبداً". ولم يحمِ الحذر إيجي، فقد أطلقت عليها رصاصة قاتلة، يوم الجمعة، في قرية بيتا، بعد مناوشة قصيرة حدثت بعد صلاة الجمعة.
واعترف جيش الاحتلال، يوم الثلاثاء، أن إيجي أصابتها "على الأرجح" رصاصة أحد الجنود، ولكن من "غير قصد". وفي بيانه: "حصل الحادث أثناء شغب عنيف"، و استهدفت النيران "محرضاً رئيسياً".
لكن صحيفة "واشنطن بوست" قامت بالتحقيق، ووجدت أن إيجي قتلت بعد أكثر من نصف ساعة من ذروة المواجهات، وبعد حوالي 20 دقيقة من ترك المحتجين الشارع الرئيسي الذي يقع على بعد 200 ياردة عن الجيش الإسرائيلي.
ورفضَ الجيش الإسرائيلي الإجابة على أسئلة الصحيفة، ولماذا أطلق النيران على المحتجين الذين انسحبوا من المكان، وكانوا بعيدين ولا يمثلون تهديداً ظاهراً.
ومن أجل فهم ما حدث في ذلك اليوم، قامت صحيفة "واشنطن بوست" بمقابلة 13 شاهدَ عيان وسكان من بيتا، واطلعت على 50 لقطة فيديو وصورة، قدّمتها حصرياً حركة التضامن العالمي مع فلسطين، وهي المنظمة التي تطوعت فيها إيجي، مع "فزعة"، وهي منظمة مناصرة فلسطينية. وقد تحدث بعض الناشطين الأجانب بشرط عدم الكشف عن هويتهم.
واعتبر الرئيس جو بايدن، في بيان يوم الأربعاء، أن مقتل الناشطة "غير مقبول بالمطلق"، وتقبل الرئيس الموقف الإسرائيلي، حيث قال إن "التحقيقات الإسرائيلية الأولية تظهر أنه نتيجة لخطأ مأساوي نتيجة تصعيد لا داعي له".
وفي يوم الثلاثاء، دعا وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن الجيش الإسرائيلي إلى إجراء "تغيير أساسي" في الطريقة التي يعمل فيها بالضفة الغربية، بما في ذلك قواعد الاشتباك.