news-details

دخان حرب الإبادة في غزة يستر إبادة تجمعات الرعاة في الضفة الغربية المحتلة | أورن فيلد

الكارثة قد تكون غير قابلة للإصلاح، يجب على القوى السياسية المسؤولة أن تتكاتف الآن وتوقف التطهير العرقي، وإعادة التجمعات إلى ديارها


اقتلاع تجمعات الرعاة في الضفة الغربية المحتلة، بدأ قبل عامين على نحو خاص، عندما لم تتمكن التجمعات الصغيرة من الصمود أمام الهجمات اليومية للمستوطنين والاحتلال، بدعم كامل من حكومة الدماء. في ذلك الوقت، حاول الناشطون أن يكونوا مع هذه التجمعات، لكن لم يكن ممكنًا مواجهة قدرات المستوطنين المدعومين بشكل دائم من جيش وأجهزة الاحتلال.

بينما تطورت في مناطق مثل مسافر يطا، تقاليد طويلة الأمد من المقاومة المشتركة، مدعومة بوسائل مادية مثل الكاميرات، ذات الجودة العالية، التي يمكنها التوثيق من بعد، والمركبات، والبنية التحتية للمنظمات، فإن الوجود في شمال ووسط غور الأردن، بدأ قليلاً فقط قبل اندلاع حرب الإبادة، ومنذ ذلك الحين يحاول التعامل مع الدمار والاقتلاع في حالة طوارئ دائمة، لا تسمح ببناء تنظيم كاف لوقف الترحيل.

في حين أن تجمع زنوتا في مسافر يطا عاد يوم الأربعاء الماضي إلى أرضه، فإن تجمع أم جمال في شمال الغور تم اقتلاعه، ولم يبق فيه سوى شخص واحد صامد بأرضه وحده. من المهم توضيح أن نشاط التضامن في تلك المناطق، مثل مرافقة الرعاة ودعم التجمعات، كان موجودًا منذ سنوات، لكن الوجود الجسدي في الميدان، والمساعدة في مواجهة هجمات المستوطنين لا تزال شيئًا جديدًا. 
فبينما يتسلح المستوطنون بالطائرات المسيّرة، والسترات الواقية من الرصاص، والأسلحة، يقف الناشطون والفلسطينيون أمامهم بنفس القدرات التي يعرفونها من المظاهرات: إخراج الهاتف المحمول والتوثيق. هذا بحد ذاته يزيد من الاحتكاك، لأنه يتطلب اقترابًا وثيقًا من المستوطنين، وجودة التوثيق السيئة لا تسمح بتحديد هوية المستوطنين، ولا توفر رادعًا كافيًا. 
من الميدان، يخرج المزيد من التوثيق مقارنة بمناطق أخرى في الضفة المحتلة، ولكن النتيجة ليست منع التطهير العرقي أو تغيير موازين القوى وأولوية المستوطنين في الميدان، بل يبدو أن في بعض المناطق تقع المزيد من الأحداث، بينما تبقى التجمعات الأضعف في الظلام.

الآن، المحاولات للصمود في وجه سيل الهجمات المستمر بدأت تتكسر. بعد عشرة أشهر من توجّه الناشطين إلى الميدان، والكفاح في ظروف صعبة وبدون أدوات كافية، الضعف والإرهاق واضحان، وعلى القوى السياسية الأخرى أن تتدخل وتدعم. 
أود أن أقترح أن الفاتحة الحقيقية لتغيير موازين القوى، اللا موجودة بشكل كافٍ في الواقع الحالي على الأرض، هي التعارف العميق بين الفلسطينيين في أراضي 48 وبين التجمعات. يجب بناء تحالف سياسي في هذه اللحظة الحرجة لوقف التطهير العرقي. الروابط موجودة، القدرة على بناء التحالفات موجودة، لكن قدرة اليسار اليهودي الصغير على الصمود قد تآكلت بالكامل، ومع العبء المطلوب، يُطلب الدعم والمعرفة في النضال والأدوات السياسية من الجمهور العربي الفلسطيني في الداخل.

الوضع الحالي حاليا يشير إلى أن مساحات بحجم قطاع غزة بأكمله أو أكثر باتت تقع في أيدي المستوطنين. في الوقت الحالي، وبشكل لم يسبق له مثيل قبل الحرب، يمكن للمستوطنين توسيع مستوطنة "كوخاف هشاحار" إلى حجم مدينة ضخمة، بل يمكن بناء مدينتين في المنطقة جنوباً نحو أريحا، قريبًا قد يتمكنون أيضًا من تحويل مستوطنة "روتم" إلى مدينة، إذا تم اقتلاع تجمعات "الفارسية" أيضًا. إنها خطة آلون إياها، وعلى أساسها يتم الهجوم على المدن والقرى الفلسطينية.

الكارثة قد تكون غير قابلة للإصلاح، يجب على القوى السياسية المسؤولة أن تتكاتف الآن وتوقف التطهير العرقي، وإعادة التجمعات إلى ديارها.

*عضو سكرتارية القطرية للجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة

Getting your Trinity Audio player ready...
أخبار ذات صلة