نشرت صحيفة هآرتس الاسرائيليّة مساء اليوم الثلاثاء تقريرًا مطوّلًا ادعت خلاله انّ دولة إسرائيل وقيادة حركة المقاومة الاسلاميّة حماس في الطريق الى تنفيذ التفاهمات من اجل وقف اطلاق نار طويل المدى في قطاع غزّة.
وتدّعي الصحيفة ان اللقاء الذي عقده يحيى السنوار مع رؤساء الفصائل في غزّة قبل بضعة أيام من الانتخابات الاسرائيليّة يكشف تفاصيل كثيرة حول طابع التفاهمات المستقبليّة بين الجانبين بوساطة المخابرات المصريّة. اذ تعتبر الجريدة ان اقوال السنوار في اجتماع الفصائل كان تحضيرًا للهدنة طويلة الأمد تقابلها تحسين جذري للوضع الاقتصادي في القطاع المحاصر.
حيث أشار السنوار الى ان منظّمة حماس لم تتجاوز الثوابت الوطنيّة في مفاوضاتها غير المباشرة مع إسرائيل، المفاوضات كما أشار لم تتم بشكل مباشر ولم تشمل اعترافًا بدولة إسرائيل، الاتفاق ليس سياسيًا، أي انه غير مرتبط بصفقة القرن الذي يحاول ترامب فرضهاـ ولا يتطرق الى أسئلة الجنود الاسرائيليّين المختطفين في غزّةـ وليس بديلًا عن محادثات المصالحة. كما اكد السنوار ان حماس لن تتخلّى عن سلاح المقاومة وترفض الدعوات لقطاع خال من السلاح .
وحسب المصدر ذاته فان التسهيلات التي عرضتها إسرائيل تتلخّص في : زيادة المساحة المخصصة للصيد الى 15 ميلًا بحريًا وهو رقم قياسي في العشرين سنة الأخيرة، الغاء الحظر المفروض على ادخال ثلث من المواد التي تصفها سلطة الاحتلال "ثنائيّة الاستعمال" والتي تمنع إسرائيل إدخالها الى القطاع بحجة استعمالها لأهداف عسكريّة بالإضافة الى تسهيلات جدية على الحواجز.
كما وستسعى إسرائيل الى المصادقة على عدّة مبادرات لأنظمة دول خليجية والتي تهدف الى تحسين الوضع الاقتصادي في قطاع غزّة وعلى رأسها مضاعفة المساعدات الماديّة من قطر حيث ستصل الى 30 مليون دولار شهريًا، إضافة اكثر من 40 الف مكان عمل في القاع حتى نهاية العام الجاري، إقامة محطّة لتحلية المياه بتمويل سعودي وكذلك توسيع مستشفى الشفاء في غزّة بتمويل كويتي.
كما وتدعي الصحيفة ان خطوات أخرى ستتخذ في مراحل متقدّمة تشمل زيادة في كميّة الوقود، إقامة خط كهرباء إضافي وتوسيع الاستعمال بالطاقة الشمسيّة. وذلك مقابل التزام حماس بالامتناع عن كل خطوات عدائية تجاه إسرائيل.
ويأتي انتهاء اضراب الكرامة الذي قاده الاسرى الفلسطينيون المضربون عن الطعام منذ السابع من نيسان ابريل الجاري في هذا السياق كما تدعي الجريدة، حيث وافقت إسرائيل على طلب الأسرى بتثبيت هواتف عموميّة في الأقسام المختلفة والسماح للأسرى بالتحدث مع عائلاتهم بمراقبة جهاز الأمن.
وكان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنيّة قد أكد اليوم –الثلاثاء- انّ انتصار الاسرى في سجون الاحتلال سيكون له ظلال ايجابيّة على تفاهمات الهدوء على جبهة قطاع غزّة وأكد هنيّة ان قضيّة الاسرى كانت في تفاصيل مباحثات التهدئة..
وأضاف هنيّة: "قلنا للأخوة في مصر وقطر وميلادينوف (منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط) إنه لا يمكن التوصل لتفاهمات مستقرة إذا لم يتم حل قضية الأسرى داخل السجون". وتابع "بل إن الجهود التي تبذل للوصول لتفاهمات أو هدوء على جبهة القطاع يمكن أن تنهار إذا استمر الوضع هكذا داخل السجون، وذكّرنا الوسطاء أن شرارة حرب 2014 انطلقت من داخل السجون".
اخراج حيوانات من حديقة الحيوانات في غزّة الى خارج القطاع المحاصر بسبب سوء التغذية - تصوير رويترز 07-04