رأى باحث كبير في معهد بحوث الامن القومي الإسرائيلي أنه على الرغم مما تعرّض له ما يصفه بـ"المحور الشيعي" من ضربات إسرائيلية، ما زال "في هذه المرحلة من السابق لأوانه التقدير اذا كانت التحديات التي تقف امام مفهوم الامن الإيراني ستشجعها على السعي الى وقف نار حتى بثمن القطع بين ساحتي غزة ولبنان، ام مواصلة جهودها لجر إسرائيل لحرب استنزاف متواصلة متعددة الساحات".
وقال د. راز تسيمت الباحث الكبير والخبير في الشؤون الإيرانية في معهد بحوث الامن القومي ومركز ايليانس للدراسات الإيرانية في جامعة تل أبيب، في مقال نشر بموقع "واينت"، إن "الواضح منذ الان هو أن مفهوم الامن الإيراني تعرض لضربات جدية في اعقاب الإنجازات العسكرية والأمنية الأخيرة لإسرائيل حيال المحور المؤيد لإيران وعلى رأسه حزب الله، الذراع الاستراتيجي المركزي للجمهورية الإسلامية لتحقيق أهدافها في المنطقة".
وقدّر أنه "لن يكون مفاجئا رغم الرضى الظاهر من جانب القيادة السياسية والأمنية الإيرانية من نتائج الهجوم على إسرائيل، أن يُستانف في الأيام الأخيرة الحديث الداخلي في ايران حول الحاجة لتحسين قدرة الردع حيال إسرائيل، بما في ذلك من خلال تغيير عقيدة النووي. في الأيام الأخيرة بعث بضع عشرات من أعضاء البرلمان الإيرانيين بكتاب رسمي الى المجلس الأعلى للامن القومي بدعوة لتغيير عقيدة الدفاع للجمهورية الإسلامية بالنسبة لبرنامجها النووي. كما أن حسن خميني، حفيد مؤسس الثورة الإسلامية والمتماثل مع دوائر إصلاحية إيرانية قال في مقابلة مع التلفزيون الإيراني بان على ايران ان تحسن ردعها العسكري حيال إسرائيل مع التلميح بتزود محتمل بسلاح نووي".
وهو يحذر من أنه "بكل الأحوال، بالذات على خلفية نجاحات إسرائيل ومظاهر ضعف ايران ووكلائها، يجدر الامتناع عن الغرور الطموح الذي يقوم على أساس الرغبات" و أن "الامل بانهيار النظام الإيراني من شأنه ان يكون سابقا لأوانه. وخير يفعل السياسيون والمحللون في إسرائيل اذا لم يعلقوا امالهم على التصريحات المتفائلة لابن الشاه المخلوع، رضا بهلوي الذي عاد واعلن في الأيام الأخيرة بانه مستعد لان يقود مرحلة الانتقال الى الديمقراطية في ايران. في هذه الأيام العاصفة أيضا يجدر بنا أن نتذكر تعقيدات المجتمع الإيراني والانصات لأصوات الكثيرين في ايران بمن فيهم أيضا منتقدون للنظام بحدة، ممن يحذرون بان هجوما إسرائيليا في بلادهم وبخاصة ضد البنى التحتية المدنية من شأنه أن يؤدي الى تجند الجمهور الإيراني حول العلم وتعزيز وحدة الصف الداخلية للنظام في المدى القصير على الأقل".
ويستنتج الباحث أن "آثار الاحداث الأخيرة متعلقة بقدر كبير بالقدرة على ترجمة إسرائيل لانجازاتها العسكرية والأمنية الهامة للدفع قدما بسياقات إقليمية، في مركزها انهاء الحرب في غزة، تسوية سياسية في الشمال، استئناف مسيرة التطبيع مع السعودية وترميم الثقة مع الإدارة الامريكية. هذه فقط يمكنها ان تضمن جعل إنجازات إسرائيل المبهرة أساسا اوليا لإعادة تصميم الواقع الإقليمي، حتى وان لم يكن شرق أوسط جديدا". وهو يؤكد: " مثل هذا الواقع لن يحيد بالضرورة بشكل مطلق ايران ونفوذها لكنه كفيل بان يقلص بقدر واضح قدرتها على إضعاف استقرار المنطقة وتعريض الامن القومي الإسرائيلي للخطر. وبالذات في ضوء نجاحات إسرائيل، من الأفضل الامتناع عن التطلعات الزائدة والاماني التي من شأنها أن تجرها الى حرب استنزاف متواصلة تحق إنجازاتها وتخدم المحور الراديكالي بقيادة ايران".