أبرز تقرير ميداني للصحفي بن درور يميني نشر اليوم في "واينت" اليوم ما باتت تعبر عنه أوساط مسؤولة متزايدة، عن استحالة تغيير الوضع السائد في الشمال بالأدوات العسكرية فقط، وأن الأمر يحتاج الى أجوبة سياسية.
وهو يكتب: قالوا لي في الجنوب، اعتقدنا أن هذا انتهى. لكن شيئا لم ينته. وتبع نقلا عن سكان: لقد تركنا. اطلاق الصواريخ استؤنف. لم نعد نتحدث عن اليوم التالي، نتحدث عن هذه الأيام. كيف سنخرج من هذا الوحل؟ المزاج الوطني تحسن في اعقاب العمليات الناجحة ضد حزب الله. أجهزة البيجر، أجهزة الاتصال، تصفية نصرالله وشريحة قمة القادة. القصف الذي لا يتوقف على مخازن الذخيرة، الصواريخ والمقذوفات الصاروخية. لا شك ان حزب الله لم يعد ما كان. لكن تنفس الصعداء كان سابقا لاوانه..
ويصف الوضع بالقول: "الشمال في دمار. البلدات خالية من السكان، عشرات الاف النازحين. إسرائيل ردت في كل يوم قصفت جنوب لبنان. لكن شيئا لم يتغير. متى سيكون التغيير؟ سألت ضابطا كبيرا ينفذ هو وقواته هذه الأيام العمل الصعب لتطهير القرى المجاورة للحدود. الضابط لم يحاول الطمس. حتى لو لم يكن نار من القرى والاستحكامات المجاورة للحدود، قال، ستكون نار من مسافات ابعد. حتى لو وصل الجيش الإسرائيلي الى الليطاني، هذا ليس ما سيحرر الشمال من الصواريخ والمُسيرات".
ويخلص الصحفي: "يجب أن نعرف: حقيقة أن حماس في هزيمة عسكرية لا يعني أنه لا توجد حماس. وحقيقة أن حزب الله تلقى ضربات قاسية لا تعني أنه لا توجد قدرة على اطلاق المزيد جدا من الصواريخ. إذن ماذا نعم؟ التغيير سيحصل فقط عندما تترجم الإنجازات العسكرية، وتوجد إنجازات، الى خطوة سياسية".
وبعد الإشارة إلى أن إسرائيل "ليست مبنية لحروب استنزاف" يضيف بكلماته: "التفوق الذي حققته إسرائيل رائع، شريطة ان تستخدمه القيادة لغرض تحقيق اتفاق. لان الاتفاق فقط سيضع نهاية لاطلاق الصواريخ. الاتفاق فقط سيؤدي الى تحرير مخطوفين. الاتفاق فقط الذي يتضمن بهذا المستوى او ذاك السلطة الفلسطينية وقوة عربية او دولية سيحرر القطاع من حكم حماس. واذا لم يحصل هذا فان أبناء واحفاد جنود الفرقة 162 سيواصلون التراكض بين رفح وجباليا. جنودنا الشجعان سينتصرون. لا شك. لكن هذا سيكون نصرا في معركة، وبعدها معركة، وبعدها معركة، لكن ستكون هزيمة في الحرب".