قال تقرير، نشره موقع "والا"، للصحفي باراك رافيد، مساء اليوم الخميس، إن رئيس الحكومة نتنياهو تراجع اليوم عن "التفاهمات الصامتة" مع الإدارة الأمريكية، ونأى بنفسه عن اقتراح وقف إطلاق النار المؤقت الذي كان هو من شارك في صياغته. وقال مسؤول في الوفد المرافق لرئيس الحكومة للصحفيين خلال الرحلة إلى نيويورك إن "الاتجاه هو أننا لا نهدف إلى وقف إطلاق النار في لبنان الآن، بل إلى مواصلة القتال ضد حزب الله".
ووفق التقرير، قال مسؤولون أميركيون كبار إنه بحسب التفاهمات الأولية مع نتنياهو، كان من المفترض أن ينشر بيانا يرحب فيه باقتراح وقف إطلاق النار ويبدي الاستعداد لمناقشته. لكن عندما وصل نتنياهو إلى نيويورك، وجه رسالة مختلفة تماما. وقال: "سياستنا واضحة: نحن مستمرون في ضرب حزب الله بكل ما أوتينا من قوة. ولن نتوقف حتى نحقق كل أهدافنا، وعلى رأسها العودة الآمنة لسكان الشمال إلى منازلهم".
ووفق التقرير فإن "تغيير الاتجاه الذي قام به نتنياهو، الذي يأتي بعد تهديدات علنية من قبل وزراء في الحكومة وهجوم من قبل المعارضة، قد يظهر إسرائيل على أنها رافضة ويزيد من التوترات مع الإدارة الأمريكية".
وقال مسؤولون أمريكيون كبار إن المناقشات بشأن مبادرة وقف إطلاق النار بدأت بعد مكالمة هاتفية يوم الاثنين بين مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر.
وذكر المسؤولون الأمريكيون أن المحادثة نفسها مع ديرمر انتهت بالاتفاق على أن وقف إطلاق النار المؤقت هو الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله وأن الولايات المتحدة ستهدف إلى نشر مبادرة وقف إطلاق النار قبل وصول نتنياهو إلى نيويورك.
وجرت خلال يومي الثلاثاء والأربعاء مفاوضات مكثفة بين كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية والوزير ديرمر وكبار المسؤولين اللبنانيين.
وقال مصدر مطلع على تفاصيل المحادثات: "الرسالة التي تلقاها مستشارو بايدن من ديرمر هي أن نتنياهو يعتقد أن وقف إطلاق النار المؤقت هو الشيء الصحيح لأنه لا يريد الانجرار إلى غزو اجتياح قد يؤدي إلى التورط وتقويض الإنجازات التي حققها الجيش الإسرائيلي حتى الآن".
ووفق التقرير، خلال جلسة الكابينيت السياسي-الأمني الليلة الماضية، لم تتم مناقشة مسألة وقف إطلاق النار على الإطلاق، واستمع الوزراء بشكل رئيسي إلى خطط الجيش الإسرائيلي لمواصلة القتال.
وأضاف التقرير: "عندما غادر الوزراء الاجتماع ورأوا العناوين الرئيسية حول اقتراح وقف إطلاق النار، بدأ بعضهم في نشر تصريحات قاسية ضد هذه الخطوة. وسمع نتنياهو بهذه التصريحات أثناء وجوده على متن الطائرة وسارع مكتبه إلى نشر بيان يفيد بعدم وجود وقف لإطلاق النار وأكد أن نتنياهو لم يقدم بعد إجابته على الاقتراح".
وأشار مسؤول أمريكي كبير إلى أن ديرمر ونتنياهو كانا في صورة التفاوض على صياغة البيان الداعي إلى وقف إطلاق النار "وكانا يعرفان كل كلمة"، لافتا إلى أن البيت الأبيض لم يكن لينشر الدعوة إلى وقف إطلاق النار لو لم يكن قد تلقى رسالة من نتنياهو والجانب اللبناني بأنهما موافقان من حيث المبدأ.