news-details

هآرتس: التحقيق مع الصحفي فراي، ضوء أخضر لملاحقة اليساريين

كتبت صحيفة "هآرتس في افتتاحيتها اليوم: استدعي أول أمس إلى التحقيق الصحافي وكاتب الرأي الحريدي يسرائيل فراي، في أعقاب شكاوى رفعت ضدّه على خلفية "تغريداته في التويتر". وذريعة استدعاء الصحافي للتحقيق هي تغريدة معينة نشرها في أيلول. وفي أعقاب هذه التغريدة أقيل الأسبوع الماضي من قناة "ديمقراط TV" حيث كان يعمل. وكان فراي نشر التغريدة موضع الحديث بعد أن ألقت دورية شرطة القبض على فلسطيني في ميدان الساعة في يافا وفي حوزته عبوة ناسفة وسلاح. واعترف الفلسطيني بانه اعتزم تنفيذ عملية في تل أبيب، وقد امتدحه فراي على انه "بحث عن أهداف مشروعة وامتنع عن المس بالأبرياء"، ووصفه "بالبطل".

 

وقالت هآرتس: مثل كل نظام يلاحق مواطنيه ويسكت معارضيه، هكذا أيضًا في إسرائيل – قمع أصوات سياسية تعارض الروح السائدة. وبالفعل فإن الشكوى ضد فراي رفعتها منظمة "بتسلمو" – التي جعلت ملاحقة اليساريين معتقدها. وزعموا في الشكوى بأن هذا تحريض على الإرهاب والعنف وأنه تشجيع وثناء لعمل إرهابي.

وتابعت: هذا الاتهام مردود. فتغريدة فراي ليست بمثابة تحريض على الإرهاب والعنف، وهي تنضوي تحت حرية التعبير – فما بالك في مجتمع ممزق ومستقطب كالمجتمع الإسرائيلي الخطاب السائد فيه يتواصل دومًا بتوتر عال، ومفعم بالعنصرية ولشتائم وإباحة دم الفلسطينيين واليساريين على أساس دائم.

وأكدت: في دولة ديمقراطية لا مكان لإدانة شخص بسبب أقوال ليست تهديدات صريحة للتحريض وللعنف أو تقديمهم إلى المحاكمة بسبب تغريدات في الشبكة. بالمقابل، في الدول التي تتعرض فيها الديمقراطية لهجمة سلطة الحكم، فان حرية التعبير وحرية الصحافة هي أول من يتضرر – وهذا ما يحصل في إسرائيل أيضًا.

 وعليه، ليس مفاجئًا أن من سارع إلى مساندة الشرطة هو المرشح لمنصب وزير الأمن القومي، ايتمار بن غفير. فوجه الشرطة الجديد أعلن أمس بأن فراي هو داعم للإرهاب. من الصعب التفكير بحالة رمزية أكثر دلالة على تدهور إسرائيل: تلميذ العنصري مئير كهانا والمعجب بالقاتل باروخ غولدشتاين، الذي هدد رئيس الوزراء الأسبق يتسحاق رابين قبل أن يقتل، ورفعت ضده عشرات لوائح الاتهام وأدين 8 مرات - هو الشخص الذي يقرر ما هو المسموح وما هو المحظور، من هو الشرعي ومن غير الشرعي.

واختتمت الافتتاحية: إن التحقيق مع فراي هو إشارة تحذير أخرى للديمقراطية الإسرائيلية. رغم أن بن غفير هو الشخص الذي سيراقبها قريبًا، من الأفضل لشرطة إسرائيل إن تدع فراي والا تستدعيه لمواصلة التحقيق.

 

 

 

(الصورة من صفحة يسرائيل فراي على موقع تويتر)

 

 

 

 

 

أخبار ذات صلة