أفاد تقرير لصحيفة "الحياة" اللبنانية بأن قبرص واليونان ستتعاون مع الادارة الأمريكية في مهمة الوساطة بين اسرائيل ولبنان لحل مشكلة ترسميم الحدود البحرية.
وأخذ منحى الوساطة دفع كبيرة بعد زيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الشهر الماضي الى لبنان، بحيث اقترح الأخير على الرؤساء اللبنانيين الوساطة في الموضوع، وطرح الموضوع في بداية لقائه برئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، الذي أكد لبومبيو رفضه المقترحات الأمريكية السابقة ومقترح مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط دافيد ساترفيلد الذي يعطي لبنان 60% فقط من المساحة المتنازع عليها فيما يعرف باسم الرقعتين 8 و 9 في مياه لبنان الاقتصادية بالجنوب.
وبحسب التقرير يوكل بري الأمم المتحدة أهمية كبرى في ترسيم الحدود أسوة بالدور الذي لعبته في رسم الخط الأزرق عقب الانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان عام 2000. لكنه يبقى متمسكًا بضرورة ترسيم الحدود البحرية والحدود البرية بين اسرائيل ولبنان بنفس الوقت رافضًا الموقف القابل لحل مؤقت وترسيم حدود مؤقتة أو ترسيم الحدود البحرية بمنأى عن البرية.
ويتنازع لبنان على الحدود البحرية مع دولة الاحتلال الإسرائيلي في منطقة بحرية تبلغ مساحتها 860 كيلومترا مربعاً وتقع على امتداد 3 من مناطق الامتياز النفطي البحري في لبنان.
وأوضحت مصادر مطلعة أن الجانبين القبرصي واليوناني سيلعبان دورا مع إسرائيل في التوسط لتصحيح الحدود البحرية مع لبنان، باعتبار أن الدول الثلاث ترتبط باتفاقية على مد أنبوب مستقبلا من إسرائيل إلى قبرص، فاليونان فأوروبا، لنقل الغاز المنتج من الحقول الإسرائيلية والقبرصية على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، إليها. وبالتالي فإن الدولتين الأوروبيتين معنيتان بمعالجة النزاع اللبناني الإسرائيلي، نظرا إلى تأثير ذلك على مستقبل سوق الطاقة في المنطقة.
وفي لقائه يوم أمس بقائد قوات اليونيفل في الجنوب - ستيفانو ديل كول، عرض بري موقفه من جديد، فيما أفاد مكتب بري الإعلامي أنه أكد "استعداد لبنان لتثبيت الحدود البحرية اللبنانية والمنطقة الاقتصادية الخاصة عبر الآلية التي اعتمدت في ترسيم الخط الازرق باشراف الامم المتحدة. واعرب الجنرال ديل كول عن إمكانية اعتماد الآلية ذاتها في ترسيم الحدود البحرية ما يعزز ترسيخ الأمن والاستقرار".
ووقع لبنان أول اتفاقات التنقيب والإنتاج البحري في الرقعتين 9 و 4 في مياهه الاقليمية مع كونسورتيوم يضم توتال الفرنسية وإيني الإيطالية ونوفاتك الروسية، في شهر شباط/ فبراير المنصرم. فيما أعلنت توتال أنها ستحفر أولى الآبار على بعد ما يربو عن 25 كيلومترًا من الحدود البحرية التي تدعيها اسرائيل. وسيجري التنقيب في الرقعة 9 بمحاذاة جزء صغير متنازع عليه بين لبنان وإسرائيل، ولن تشمله أعمال التنقيب. ويُشكل هذا الجزء ثمانية في المئة من الرقعة 9، وفق شركة "توتال".
وكان وزير الأمن الإسرائيلي السابق افيغدور ليبرمان قد لوّح بضربة عسكرية معتبرًا أن الرقعة 9 "ملك" لإسرائيل، وهو أمر رفضه المسؤولون اللبنانيون، مشددين على أحقية لبنان بكامل الرقعة. ورد عليه الرئيس اللبنانين ميشال عون بالتأكيد أن لبنان سيمارس سيادته على مياهه الاقليمية، فيما أشار حسن نصرالله الى أن "حزب الله هو القوة الوحيدة للبنان في معركة الغاز والنفط".
وتحتل اسرائيل منذ حرب حزيران/ يونيو 1967 منطقة مزارع شبعا المتاخمة لبلدة شبعا ويطالب لبنان باستعادتها، بينما تقول الامم المتحدة انها تعود الى سوريا، كون اسرائيل استولت عليها من الجيش السوري.
ولا زال لبنان وإسرائيل رسمياً في حالة حرب. علمًا أنه في العام 2006، شهد لبنان حرباً دامية بين إسرائيل وحزب الله دامت 33 يوماً وقتل خلالها 1200 شخص في لبنان معظمهم مدنيين و160 اسرائيلياً معظمهم جنود.