news-details

"محمود درويش للإبداع" تصدر مجلّدًا يحمل اسم الشّاعر الكبير

تواكب مؤسّسة "محمود درويش للإبداع" في كفر ياسيف نشاطاتها الثّقافيّة والأدبيّة باطّراد دائم، كان آخرها أمسية تكريم وطنيّة للمؤسّسة "الأسوار" العكّيّة وصاحبيْها حنان ويعقوب حجازي. وضمن هذه السّلسلة من الفعاليّات أصدرت المؤسّسة مجلّدًا من ثلاثة أجزاء بمناسبة الذّكرى الثّالثة عشرة لوفاة الشّاعر الكبير، يستعرض مسيرة محمود درويش منذ النّكبة سنة 1948 حتّى وفاته سنة 2009. ولعلّ أبرز ما في هذا المجلّد بعد نصّه الجميل من قلم الكاتب عصام خوري، مدير مؤسّسة "محمود درويش للإبداع" ورسوماته الفنّيّة الدّقيقة من ريشة الفنّان عصام أحمد، أناقة إصداره بورق ناعم وطباعة رائعة وغلاف يحمل اسم الشّاعر ورسمه وهو في لحظات تألّق في إلقاء الشّعر. ومن الجدير ذكره أنّ وزارة الثّقافة الفلسطينيّة وجمعيّة "سوليدارس" البلجيكيّة ساهمتا في إصدار المجلّد إلى جانب مؤسّسة "محمود درويش للإبداع" في الجليل، وقد أسهم عدد من المثقّفين والمهتمّين في إخراج المجلّد نصًّا ورسومًا وإخراجًا فنيًّا، ففي المراجعة والتّدقيق اللّغويّ أسهم: رشيد عناية ونور عرفات، وفي التّصميم والإخراج الفنيّ أسهمت فاطمة حسين. ويعتبر المجلّد من منشورات وزارة الثّقافة الفلسطينيّة.

ويشار إلى أنّ وزير الثّقافة الفلسطينيّ عاطف أبو سيف قد ظهّر على الغلاف الأخير للمجلّد واعتبره جزءًا من برنامج الوزارة في نشر الثّقافة الفلسطينيّة إلى جميع بقاع الأرض، وقد استهلّ تظهيره بقوله في الفقرة الأولى: "الكتابة أهمّ أثر تركه الإنسان، وهي ربّما سرّ خلود الحضارة، والكتاب كان دومًا أكبر سفير للزّمن. إنّ رؤية الوزارة قائمة على ضرورة تعميم الكتاب من أجل تشجيع القراءة وتمكين الأجيال الشّابّة ثقافيًّا ليصبحوا أكثر قدرة على مواجهة التّحدّيات الّتي تعترض مستقبلهم. للثّقافة دور كبير في حماية الموروث الوطنيّ والهويّة الوطنيّة والرّواية التّاريخيّة، وهي الخطّ الأماميّ في الدّفاع عن حكاية وجودنا على هذه الأرض".

وحقًّا جاء المجلّد بأجزائه الثّلاثة ونصّه ورسومه الّتي رافقت النّصّ في كلّ صفحاته بإتقان رائع معبّرًا عن حكاية وجودنا من خلال حياة الشّاعر محمود درويش، منذ النّكبة حيث كان طفلًا وقصّة تهجيره ونكبته المتتالية في بلدان الوطن وأصقاع المنفى، وقد استعرض عصام خوري في نصّه مسيرة الشّاعر منذ تهجير قرية "البروة" في الجليل ومطاردته من قبل السّلطات الإسرائيليّة، حتّى مواراة جثمانه الطّاهر في قرية "البروة" في رام الله، حيث أقامت له وزارة الثّقافة هناك نصبًا ومتحفًا يخلّدان ذكراه، وقد تطرّق مؤلّف النّصّ إلى جميع المحطّات والأسفار والبلاد الّتي حلّ أو أقام فيها، خلال مسيرته الوطنيّة الكفاحيّة وانغماسه في الثّورة الفلسطينيّة ومنظّمة التّحرير، ورحلته ونشاطاته مع الشّعر والثّقافة وإشغاله العديد من المناصب الأدبيّة والثّقافيّة، مبرزًا علاقاته مع المشاهير من السّياسيّين والإعلاميّين والكتّاب والشّعراء على امتداد العالم العربيّ والعالم الواسع، وقد أشار خوري إلى علاقة درويش المميّزة مع الزّعيم الفلسطينيّ ياسر عرفات.

ولقد انتهى المجلّد بنصّ دلاليّ معبّر، يعتبر رسالة محمود درويش الأخيرة الّتي قالها قبل أن يموت في قصيدته "أعرف ما أريد" ولكنّها تبقيه حيًّا ما دام الصّراع الإنسانيّ بين قوى الخير وقوى الشّرّ قائمًا، ما دامت على الأرض سيّدة الأرض "فلسطين"، بل ما دام الزّمان وتوالج فيه اللّيل والنّهار.         

"كانّني قدْ متُّ قبلَ الآنْ/ أعرفُ هذهِ الرّؤيةَ/ وأعرفُ أنّني أمضي إلى ما/ لسْتُ أعرفُ/ ربَّما ما زلْتُ حيًّا في مكانْ/ ما ..

وأعرفُ ما أريد".

-من علي هيبي عضو إدارة المؤسّسة

أخبار ذات صلة