صدر حديثًا عن عن الشَّاعر والأديب نايف سليم، ديوان شعر بعنوان "اشعار مع صور" مع ملاحظة جميلة جدًّا، أنَّ حقوق الطَّبع غير محفوظة، أنَّ هذا الدِّيوان هو "سبيل" شعبيٌّ، لخدمة عابري السَّبيل، وينهل منه كلُّ العطاشى والمُتعبين والغلابى والفقراء، ماءَ عزٍّ وإباءٍ وشرفٍ وكرامةٍ..
يتضمَّن الدِّيوان مجموعة أشعار ومقالات مرفقة بصور عن الموضوع الذي كتب عنه، عن فيروز، والجرمقين، والأسير العربيِّ السُّوريِّ صدقي المقت (صدقي صدقتَ وكم في السِّجن من بطلٍ يفضِّل الموت عن عيش بتامير، ليسوا بأقوى من الماضين قبلهم هذي الذُّرى قهرت كلَّ الاعاصير)، ويكتب عن الرِّفاق الذين "تركونا على الأرض وراحوا"، مثل الرَّفيق ابو العفو، محمود حسين حصري، نمر مرقس (يا ابو العفو يا غالي فراقك غيَّر أحوالي وقديش بو نرجس قلِّي بقلوبنا نيران شعالة، ويا ريتكو انت ونمر مرقص بالحلم مرَّة تمرقوا قبالي)، وغيرهم من الرِّفاق، حماة الدِّار..
ولا يُخفي محبته لقريته الجميلة البقيعة، يتغنَّى بها "بلدنا بلد الينابيع"، "بقيعتي برقوقة مفرفحة وبقعةٌ من البهاء والسَّنا مجنَّحة" وكذلك يزيِّن كلماته الجميلة بصور من قريته الجليليَّة، البقيعة، "قرية الشُّعراء"، صور من أيَّام زمان..
كذلك لا يخفي محبَّته لبلاده وشعبه، وللوطن العربيِّ، ولشرفاء هذا الوطن وأحراره، فيقول: يا من فكَّرتم باستعمار السُّورييِّن وتجاهلتم مع مين علقانين
سورية انتصرت دومًا..كسرت..دحرت..كلَّ المحتلِّين
فيها أسدٌ باقٍ حامٍ من كلِّ وحوش الغرب العُرب المنهارين
بالطُّول بالعرض في الشَّهباء وفي الفيحاء ودير الزُّور والحرمون وفي القلمون منتصرين
قال في الأوَّل من تشرين الثَّاني عام اثنين وسبعين من القران المنصرم، يرد على موشيه ديان، الذي اعتبر الشَّاعر الرفيق نايف سليم بأنَّه خطر على الأمن، قصيدة بعنوان رد التُّهمة:
لي الشَّرف الكبير بأنَّ جهدي غدا خطرًا على الخطر الكبير
ولي في كلِّ منعطفٍ رفاقٌ ونغزو كلَّ داجيةٍ بنور
مبارك ثمرة يراعك رفيقنا الحبيب، نايف سليم، والى مزيد من العطاء..
وين الطيور؟/ نايف سليم
كان الحجل يدرج على درب الجبل..
من الصبح بكّير.. ويرشح.. ويزيّن المطرح
وأسراب العصافير.. بتفرفر كثير
وع البطم والتين تسمع تكتكه وتنقير
والدويري يدور في البساتين.. والنحل والدبابير
والبلبل يترغل للضيّ والشمس والفيّ والشقاوير
وبو الحنّ والشحتوت والتركمان
يْنقّشوا ويزيّنوا الرمان والتين
والسنونه تفوت عالبيوت.. تبني بيوت .. وتعمل مهرجان
والفرّ والسمّن مملّي الحواكير
وأسراب ورور زرق.. ملو السما الزرقا
وتطلع مع الشمس من شرقا
وكان الحمام يسابق الشحارير
وع السطوح يغفّ ع القمح ويغير
وتطيّرُه النواطير
وكانت قرانا وسمانا ملانه عصافير..
ولولاد حاملين الدبق والنقاقيف
وعاملين صيادين
وع الأرض كل يوم عدة مشاوير
واليوم في تغيير في كل المعايير
وقديش هالأيام عم بزعل الراضي
كل ما يشوف السما فاضي
والأرض سابت بلا كروم ونواطير
وحتى بسمانا ما ظلّ شي غير الحديد يطير
ومهما كنت تعبان بسّ تنام.. بيفيقك لهدير.