صدر مؤخرا في سورية، كتاب يروي السيرة الذاتية، للمناضلة نادرة فرحة الكردي، وبضمنه قصص كفاح طويل لنساء سوريات سعين نحو وطن حر وشعب سعيد. كتاب "مراحل عصية على النسيان" قطوف من السيرة الذاتية. وفي مقدمته تقول: "نحن ثابتون نحن قادرون على الصمود بإيماننا بالوطن وبالفكر".
والمناضلة نادرة الكردي، هي زوجة السفير الفلسطيني الراحل علي الكردي، المهجّر من مدينة طبرية، وأنشأت مع شريك حياتها عائلة وطنية مناضلة. ويقع الكتاب في 311 صفحة.
ويحكي الكتاب قصة الرائدات من المناضلات الشيوعيات السوريات اللواتي لم يستسلمن، بل صنعن من الاستسلام عملا يواجهن الصعب بكل عزم، في ظروف نضالية سرية صعبة، وحوّلن اليأس الى إرادة وأمل والقنوط الى ايمان أقوى بالفكر الشيوعي، جعلهن يتحدين السجون والديكتاتوريات، ويقدن المظاهرات ضد الممارسات القمعية وضد اعتقال أزواجهن واخوتهن وأولادهن ورفاقهن، وضد المشاريع الاستعمارية التي حاولت الدول الامبريالية الكبرى والرجعية المحلية ادخال سورية فيها.
ويحكي الكتاب قصة البيت الذي خرجت منه نادرة الكردي، وكان يغص بالرجال الوطنيين في اجتماعاتهم والاب الوطني، والام الرؤوم الشيوعية بفطريتها في الوقوف الى جانب المظلومين والمسحوقين وهموم الوطن، لتعيدنا بتصاويرها وتفاصيل نضالها الى رواية (الأم) للأديب الكبير مكسيم غوركي.
وتقول عنها الراحلة المناضلة والرفيقة وصال فرحة بكداش: "بكلمات بسيطة وبقوة الحقيقة تلملم سير البطولات من درب النضال الطويل، تروي حكاية رفاق سارت معهم أشواطا... كان السجن دارها والقيد سوارها في ليل الارهاب والديكتاتوريات، وقفت مرفوعة الهامة منتصبة القامة امام المحاكم تهتف للحرية ولعزة الوطن وبسمة الأطفال، نقلب الصفحات ونرى رجال المباحث تقتاد الأخ اليافع المريض حافي القدمين، والأم تركض خلف زوار الفجر، مطلبها الوحيد أن يسمحوا لولدها بانتعال الحذاء. هي تلك الأم الباسلة التي كانت تحمل الزاد والسلاح للثوار في الثورة السورية الكبرى. هي تلك الأم التي اعتقلها غورو، كانت على رأس تظاهرة نسائية لزوجات المعتقلين اعتقلها الزبانية وظلت صامدة أبية لم تلن".
يحكي الكتاب عن المعلمة (شهيمة) التي كان لها دور في ادخالها وشقيقتها وصال معترك الحياة السياسية، وعن الشيوعيات الاوائل في دمشق، مثل فلك طرزي ومقبولة شلق، أمينة عارف، بدرية عيسى، ورفيقة عراقية اسمها فيكتوريا نعمان، وعفاف ملا رسول وليندا نعناع.