بأمسية وطنيّة مميّزة وبحضور وزير الثّقافة الفلسطينيّ
حيفا – الاتحاد - من علي هيبي عضو إدارة المؤسّسة: مساء يوم الخميس الموافق لِ 11/8/2022، وفي مقرّ مؤسّسة "محمود درويش للإبداع" في كفر ياسيف، وبحضور وزير الثّقافة الفلسطينيّ الأخ عاطف أبو سيف، ولفيف نوعيّ ولافت من الأدباء والمثقّفين والفنّانين والنّاشطين في مجال الفنّ والأدب والثّقافة، وبمناسبة مرور خمسين عامًا على تأسيسها، استقبلت إدارة مؤسّسة "محمود درويش" بحفاوة تكريميّة وأجواء احتفاليّة بهيجة إدارة مؤسّسة "الأسوار" الثّقافيّة العكّيّة وصاحبيْها الكاتب السّيّد يعقوب حجازي وعقيلته النّاشطة السّيّدة حنان اللذيْن أسّسا المؤسّسة ذات الرّسالة الوطنيّة والثّقافيّة والّتي رعت الإبداع والمبدعين بإصدار إنتاجهم الثّقافيّ الوطنيّ. وكان على رأس المستقبلين مدير مؤسّسة "محمود درويش" الكاتب عصام خوري المبادر للأمسية وعدد من أعضاء إدارة المؤسّسة.
وكان قد أدار الأمسية عصام خوري مفتتحًا بكلمة ترحيبيّة بالوزير الضّيف وبحضور المتكلّمين: النّائب أيمن عودة والفنّان محمّد بكري ود. محمّد هيبي ود. نبيه القاسم وبالحضور الكريم عامّة وبالمحتفى بهما يعقوب وحنان بشكل خاصّ، وقد تطرّق خوري في كلمته إلى الدّور الثّقافي والوطنيّ الّذي قامت به "الأسوار" على مدى خمسين عامًا من العطاء والتّفاني في خدمة الثّقافة الوطنيّة. وقد قال: " خمسون عامًا، خمسون وردة وشعلة الأسوار متّقدة تنشر أنوارها الوطنيّة، ولذلك نحن في مؤسّستنا نعتزّ بها وبتكريم صاحبيْها".
ومن ثمّ دعا إلى المنصّة الوزير أبو سيف فحيّا المؤسّستيْن على هذا الإنجاز وقدّم شكره لمؤسّسة محمود درويش لدعوته إلى هذا الحدث الوطنيّ المميّز، خاصّة وأنّ المكرّم هو مؤسّسة "الأسوار" العكّيّة الّتي مارست نشاطها الثّقافيّ والوطنيّ صيانة لشخصيّتنا وهويّتنا منذ 1972 وهي السّنة الّتي استشهد فيها الكاتب الفلسطينيّ والعكّيّ غسّان كنفاني، وقد أنهى كلمته بالقول: "إنّ تكريم مؤسّسة "الأسوار" من قبل مؤسّسة تحمل اسم الشّاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش لهو حدث مميّز فيه تُكرّم الثّقافة الفلسطينيّة عامّة".
وفي الكلمات المتتالية بعد كلمة الوزير الضّيف عبّر المتكلّمون: الأخ شادي شويري رئيس مجلس كفر ياسيف المحلّيّ والنّائب أيمن عودة رئيس القائمة المشتركة والكاتب د. محمّد هيبي والفنّان المناضل محمّد بكري والنّاقد والباحث نبيه القاسم، وقد عبّر الجميع بكلماتهم ومداخلاتهم عن سعادتهم بهذا الحدث وبالمشاركة فيه، خاصّة وأنّ "الأسوار" قد حمت الثّقافة الفلسطينيّة في ظروف صعبة ورعت معظم الأقلام الواعدة في تلك الظّروف قبل خمسين عامًا، وقاومت كلّ محاولات الطّمس والتّغييب للغتنا العربيّة ولشخصيّتنا الوطنيّة، وبهذا الدّور قامت بعمل جبّار كمؤسّسة ودار نشر ومركز ثقافيّ مرموق، وقد أدّت بذلك رسالتها العظيمة إلى الأجيال القادمة من كافّة الأجيال، لقد كانت باختصار كما عبّر المتكلّمون جميعًا حماية لوجودنا ووجداننا، وقد عبّروا أيضًا عن مدى احترامهم للثّنائيّ المميّز حنان ويعقوب وأثنوا على دورهما الفاعل في التّأسيس والمتابعة والعطاء الدّائم.
أمّا مسك الختام فكانت الكلمة للمحتفى بهما، فقدّمها الأخ يعقوب حجازي صاحب "الأسوار"، وفي كلمة شاعريّة رقيقة امتازت بالأناقة اللّفظيّة والمعاني العميقة عبّر حجازي عن مدى سعادته بهذا التّكريم، وشكر الحضور: سعادة الوزير ومؤسّسة محمود درويش ومديرها عصام خوري وأعضاء إدارتها والخطباء على رقّة أحاسيسهم نحو "الأسوار" الّتي لا يعتبرها ملكًا خاصّا بل مشروعًا ثقافيّا ووطنيًّا شاملًا، وقد شكر بشكل خاصّ عضويْ إدارة "الأسوار": الأستاذ الكاتب د. بطرس دلّة والكاتب المربّي عبد الخالق أسدي، وشكر عائلته الدّاعمة وزوجه حنان رفيقة الدّرب. وقد قال في غمار كلمته: "إنّ الأسوار ستبقى ملكًا لجميع المبدعين والدّارسين ودارًا ثقافيّة ترعى أدب المقاومة الّذي يرفض الزّيف السّلطويّ وكلّ الممارسات الإسرائيليّة ضدّ شعبنا الفلسطينيّ شخصيّة وهويّة وثقافة ولغة وأدبًا.
وفي ختام الأمسية قدّمت مدير مؤسّسة "محمود درويش للإبداع" درعًا رمزيًّا كشهادة تقدير لصاحبيْ مؤسّسة "الأسوار" على دورها الكبير في خدمة ثقافتنا الوطنيّة وأدبنا المقاوم وأجيالنا النّاشئة.