عندما أقدمت المؤسسة الحاكمة الإسرائيلية على الاغتيالات الأخيرة في بيروت وطهران، بغرض واضح للتصعيد ورفع ألسنة لهيب الحرب أكثر فأكثر، راحت بعض الأبواق الرسمية تسوّق مزاعم أن الاغتيالات جاءت لغرض "الردع". وهي الكذبة التي سرعان ما سقطت مع طغيان التوتر الشديد في البلاد بانتظار الرد، والتعلق بالحماية العسكرية الأمريكية. أي ان هذه الحكومة لم تحقق ردعًا بل ضاعفت الخطر الذي يهدد مواطنيها بسبب سياستها.
من ناحية بنيامين نتنياهو هذا هو الغرض والهدف: إطالة أمد ورقعة الحرب لإطالة عمر حكومته وحكمه. وهو فخ وقع فيه خصومه الذين يسعون لاستبداله في الحكم ويتهمونه بإطالة الحرب لأغراض سياسية. فبسبب جبنهم في تسمية الأمور بأسمائها، وأن هذا التصعيد بواسطة الاغتيالات يجني الخطر وليس الردع – وجدوا أنفسهم يقفون في الكفة التي ترجّح استمرار حكم نتنياهو وائتلافه! هذا هو ثمن الجبن والغباء السياسي. الجبن في مواجهة الجمهور بالحقائق وليس الانجراف خلف الغرائز الانتقامية البدائية.
إن من يهدد أمن واستقرار المنطقة وكل شعوبها وأهلها، بمن فيهم الإسرائيليون، ليس إلا الحكومة بل الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة التي أدمنت الحرب والعدوان والاستعلاء، لأنها لا تواجه الأزمة الأعمق في هذه الدولة – استمرار الاحتلال ورفض التنازل عنه، بل تغذيته وصرف الجهود والأموال لتكريسه، مما يؤدي إلى دوائر مقفلة من الحروب والتوترات المستمرة.