لم يكن العدوان الوحشي الإسرائيلي الموصوف بحق كحرب إبادة على قطاع غزة ليتواصل، لو لم يكن النظام العالمي يسانده بالفعل او بالقول او بالصمت المتواطئ. فالمجازر شبه اليومية وجرائم الحرب على مدار الساعة ضد المليوني إنسان في القطاع يتحمل مسؤوليتها أيضًا هؤلاء – إلى جانب مجرمَي الحرب الأساسيين: حكومة إسرائيل والإدارة الأمريكية.
إن أنظمة الدول العربية لم تضع وزنها بقوة لوقف الحرب، ولو أرادت لفعلت. لكن الثمن كما يعرف الجميع سيكون بمواجهة الولايات المتحدة! وليس هناك مخزون فعلي ولا احتياطي كافٍ من الشجاعة للإقدام على هكذا خطوة!
أما جميع بيانات الإدانة والتضامن وتصريحات التفجّع والصدمة فإنها لا تزيل كومة أنقاض واحدة في أي شارع بأي حيّ غزيّ – طالما لم يرافقها فعل سياسي له أثر ووزن. ولو تراكمت بعض أفعال وخطوات كهذه لاختلف المشهد تماما.
وخلافًا لما قد يذهب إليه الخيال الجامح، لا يحتاج الأمر من هؤلاء الزعماء الدخول في حرب مع احد.. بل مواجهة واشنطن الرسمية بأدوات الدبلوماسية الناعمة لا أكثر! لكن، مرة أخرى، لا إرادة فلا قرار، ولتظل المواقف حبرًا على ورق لا غير.
ونشدد على موقف الحزب الشيوعي والجبهة الذي يحمّل الحكومة الاسرائيلية المسؤولية عن اسقاطات جرائمها واصرارها على زج المنطقة بحرب اقليمية بدعم مفضوح من الولايات المتحدة وغيرها من الأنظمة المعادية لحق الشعب الفلسطيني بتقرير المصير كضمانة لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، ودعوة المجتمع الاسرائيلي الى تحمل المسؤولية والتحرك لإيقاف الجرائم التي تقترفها حكومة اليمين الفاشي باسمه وباسم أمنه.