news-details

جريمة تستّر فوق جريمة القتل البوليسية

ليس هناك سوى من خفّ وهج عقله أو تشوّشت يقظة ضميره مَن يصدّق رواية الشرطة عن ملابسات جريمة قتل الطبيب الشاب د. محمد العصيبي في القدس الشرقية المحتلة. هذا الشاب المتخرج حديثا من كلية الطب في جامعة بالخارج، جاء من قريته حورة إلى المسجد الأقصى ليسقط شهيدا برصاص شرطة الاحتلال، والتي تحاول التكتّم والتستّر على ظروفها بزعم انعدام أي توثيق مصوّر!

فالقاصي قبل الداني يعرف أن القدس الشرقية المحتلة، ومنطقة الحرم القدسي تحديدًا، تغطيها الكاميرات بدواعي "الأمن"، وسبق أن استخرجت منها الشرطة نفسها مواد لتدعّم بها رواياتٍ لها عن أحداث سابقة. حتى أن أحد كبار الضباط في الشرطة وصف إمكانية انعدام التوثيق على أنه "غير منطقي"، وهو يعرف من تجربته واتصالاته طبعا ما يقول.

كذلك، وفقًا لعدد من المطلعين والمختصين، فإن القدس الشرقية ومحيطها مرتبطان بكاميرات متطورة تشكل أحد مكونات نظام التصوير والمراقبة "فيو 2000".  كاميرات المراقبة متصلة بمركز تحكم يعمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع. يقوم المراقبون الذين يديرون جهاز التحكم عن بعد بتنشيط الكاميرات عن بعد ومتابعة اللقطات في الوقت الفعلي. يمكن تركيز الكاميرا، وتغيير الزاوية، والتقاط الصور الثابتة. ولا توجد "مساحات ميتة" أي لا تغطيها الكاميرات في هذا الموقع.

ومن الحدث العيني إلى السياق الأوسع، نؤكد أنه منذ عقود تعتمد شرطة إسرائيل الكذب والتستّر كاستراتيجية عليا لطمس جرائمها. لم تنسَ ولن تنسى جماهيرنا مسلسل التلفيقات والكذب لمنع محاكمة قتلة الشبان العرب بدم بارد وبعضهم برصاص القناصة في أكتوب 2000، وهي موبقة شاركت فيها مختلف أذرع السلطة إلى جانب الشرطة، بينها قسم التحقيقات مع الشرطة (ماحش) والنيابة العامة. لذلك فلا أحد يقبل بإهانة عقله وتصديق أكاذيب الشرطة، لا السابقة ولا الراهنة. ويجب استنفاد كل الوسائل القانونية والشعبية - والدولية أيضًا – من اجل كشف الحقيقة وانتزاع الاعتراف وتحقيق العدل لأجل الشهيد محمد العصيبي وذويه وكل شعبه.

أخبار ذات صلة