قررت حكومة الاحتلال واليمين الفاشي برئاسة بنيامين نتنياهو صب كميات ضخمة من الوقود على نيران الحرب في الشمال، لتقرّب الجميع وبخطوات مخيفة من حرب شاملة في كل المنطقة، وهو تصعيد سيدفع ثمنه الجميع، بمن فيه المجتمع الذي تزعم الحكومة انها تحارب حفاظا على إمنه، مع انها في الحقيقة تواصل نفس السياسة الرسمية الفاشلة المقامرة بالأمن والأمان والسلم.
وهكذا نشهد مرة أخرى على حكومة إسرائيلية تقرر الذهاب أبعد وأبشع في ساحات الحرب والقتل والدمار توهمًا بـ"حل" مسائل ومشاكل أمنية وسياسية، على الرغم من السجل الطويل القاتم لما أفضت إليه هذه السياسة، وفي لبنان تحديدًا، لكن ليس حصرًا. وهي سياسة منطلقها الغطرسة ورفض رؤية شعوب المنطقة مكافئين يجدر احترام حقوقهم وكرامتهم ومصالحهم ووعيهم ووجدانهم، فتختار حكومة بعد أخرى التمترس والعيش خلف جدار حديدي، وليس مع حد طبيعي بين دول.
إن هذا التصعيد المهووس في الحرب على لبنان لن يأتي بنتائج مختلفة عما سبقه في سنوات وعقود مضت. ومواصلة البحث عن حلول حربية عنيفة قد فشل في الماضي ومن الواضح أنه سيفشل مرة أخرى بعد أخرى. ولا يزال الطريق للخروج من الوضع الحالي يبدأ بوقف الحرب الوحشية على قطاع غزة فورًا، ما سيوقف الحرب في الشمال؛ والتوجه بانعطافة كاملة من عقلية الدبابات الى عقلية المفاوضات. كفى قتلا ودمارا وإفقارا. كفى حربا!