news-details

كلمة "الاتحاد"| أوهام الحلول بجرائم التهجير والتطهير

مع تصعيد الحرب الوحشية التي تشنها الحكومة الإسرائيلية بجيشها وسائر أذرع العسكر والأمن، وبجميع أنواع وأشكال السلاح والقصف والتدمير والقتل التي لا تستثني فيها الحي السكني ولا المستشفى ولا أية منشأة أو بنية تحتية محلية، تتزايد التصريحات العلنية عن نوايا اقتراف جرائم تهجير واسعة لبلدات وقرى، وليس في شمال قطاع غزة فقط، وإنما أيضًا في جنوب لبنان.

مرة أخرى تتلبّد الأوهام وسط ضباب الغطرسة في الذهنيات السلطوية العنيفة التي تتخذ من الحرب والعدوان والعنف سبيلا وحيدا لها في مواجهة الأزمات التي لا تُفك عقدَها بل تتعقّد أكثر مع كل يوم حرب جديد. مرة أخرى تتناثر بكل قبح ودموية اقتراحات ومخططات التهجير والإخلاء وإنشاء الأحزمة الأمنية والمناطق الخالية من البشر والشجر، بزعم ووهم حماية الحدود. مرة أخرى يحاول حمقى العنف والحرب تأمين السلم والاستقرار بواسطة الحرب التي ما زالت هي نفسها ما يقوّض كل أمن وكل سلم محتملين.

إن التاريخ ماثل أمام الجميع، ويجب على الرؤوس الممتلئة بالصلافة والعدوانية والاستعلاء أن تتمعن في صفحات التاريخ جيدًا. إن "الخطيئة" الكبرى التي ما زالت تنتج وتعيد إنتاج كل الكوارث الحربية في بلادنا وكل منطقتنا تتمثل أولاّ في التهجير الكبير عام 1948. هذه النكبة ما زالت حاضرة بتفاعلات ونتائج وتداعيات وعواقب جرائمها ومظالمها وغبنها، وفي محورها ومركزها التطهير العرقي الذي اقترفته المؤسسة الإسرائيلية التي تشكلت من المنظمات الصهيونية. فهل حقق هذا أمنًا وسلمًا لأحد ولو لنصف يوم؟!

إننا نعيد التأكيد حرفيًا وسنظل نقولها بصوت مجلجل، إن الحروب لا ولن تأتي بأمن ولا استقرار ولا حلّ لشيء. هي دائما مقدمات لأهوال وكوارث تأتي بعدها. ومهما بلغت نشوة وأوهام الانتصارات الحربية، فليس هناك من سبيل ومخرج سوى الحلول السياسية المبنية على التكافؤ والعدل، والتراجع التام عن الغطرسة البغيضة والاستعلاء على الغير والاستخفاف بوعيه ومشاعره وكرامته! كفى للحروب وتسقط سياسة الحروب وحكوماتها!

أخبار ذات صلة