news-details

كلمة "الاتحاد"| الحرب عمّقت أزمة المؤسسة الحاكمة الإسرائيلية

يقول جنرال إسرائيلي متقاعد كان أشغل وظيفة نائب رئيس أركان جيش الاحتلال ومدير عام وزارة الحرب أنه يشكّ في وجود مصالح خلف عدم التوصل إلى اتفاقية تبادل أسرى ورهائن، لغرض إطالة مدة الحرب وبالتالي القول للرأي العام: أصمتوا الآن فنحن نحارب، وكل ذلك لمواصلة السيطرة على الحكم. وهو يضيف في مقابلة مع إذاعة الجيش (تحديدًا!) أنه بعد مرور 4 أشهر على الحرب لم يُعقد ولو اجتماع واحد بشأن الأفق السياسي لما بعدها، رابطًا بين هذا وبين نوايا لدى وزراء في الحكومة للعودة لاحتلال القطاع والاستيطان فيه.

إن تهمة إفشال اتفاقية التبادل لإطالة الحرب وإطالة الحكم وتمرير مخططات توسعية، هي تهمة تحمل معنى مختلفًا حين تأتي من أصوات من يمثلون قلب المؤسسة الرسمية. فبنيامين نتنياهو يتشدد ضد مقترحات "حماس" على الورقة الأمريكية-القطرية-المصرية ويراكم العراقيل أمام التوصل لاتفاقية. صحيح أن المقربين منه يقولون إنه يقوم بذلك من باب "المناورة"، لكن هناك اتفاق واسع يضم سياسيين وعسكريين وصحفيين، يتزايد عددهم باستمرار، يحذّرون من أن الهدف هو ما قاله الجنرال المُشار إليه أعلاه.

كذلك، تشير التوقعات في ظل استمرار هذا النهج الى احتمال اتساع احتجاجات أهالي الرهائن والأسرى الإسرائيليين في غزة. وهم يطالبون الحكومة بقبول صفقة حتى لو كان الثمن إطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين ووقف إطلاق النار في غزة. ويتهمون نتنياهو بأنه "يهتم بمنصبه السياسي أكثر من أمن إسرائيل أو مصير الأسرى في غزة".

كل الحديث عن "الوحدة" وعن "الذهاب نحو النصر" غاب تمامًا، واستبدله جدل حاد وصدام عنيف حول سؤال واحد عمليًا: ماذا نفعل بغزّة بعد الحرب، هل نعيد احتلالها واستيطانها؟ المشكلة أنه لا يوجد ما يكفي من جرأة للقول إن هذا هو سؤال الاحتلال برمّته!

إن وضع هذه التطورات في السياق السياسي الواسع يُظهر مدى عمق أزمة المؤسسة الحاكمة الإسرائيلية في هذه الحرب المجزريّة المدمرة، التي اندلعت من غياهب غرائز الانتقام والظن الوهمي أنه يمكن تصميم الواقع السياسي بقوة السلاح. لم يتم النظر إلى السبل الكفيلة بمنع ما جرى في 7 أكتوبر، واستخلاص العبر من سياسة ممتدة منذ عقود. وها قد مرّت الشهور الأربعة الأخيرة دون تحقيق أيّ من الأهداف الضخمة المستحيلة التي تفوّه بها وزراء وجنرالات، لتعود الأمور من الناحية السياسية إلى نقطة الصفر.. فلم تأتِ هذه الحرب بأي إنجاز. لم تخلّف سوى القتل والخراب وملفّ أمام محكمة دوليّة إسرائيل متهمة فيها بإبادة شعب!

أخبار ذات صلة