نشرنا في الموقع، أمس الخميس، ترجمة لتحقيق صحفي يتناول اعترافات جنود في جيش الاحتلال بالجرائم التي كانوا شاهدين عليها وأحيانا ضالعين فيها. وهو يرسم صورة فظيعة لجرائم حرب بشعة وسلوكيات وحشية مقززة، جرى خلالها استباحة حياة كل فلسطيني مر من أمام مهداف البنادق والرشاشات بأيدي قوات الجيش.
من المؤكد أن العديد من الاعترافات والتفاصيل سوف تُكشف وتتكشف لاحقًا، ويشير حجم القتل الجماعي الذي يقترب من إبادة شعب الذي نفذته إسرائيل الرسمية بحق فلسطينيي قطاع غزة، إلى أن حجم الجرائم هائل غير مسبوق. ويؤكد وقوع انحدار أخلاقي متواصل نحو الحضيض، سيودي بمجتمع بأكمله. فمن المهم التنويه إلى أن هذا الانفلات لن يظل في حدود القطاع، لأن فقدان الإنسانية نحو الغزيين ستكون له نتائج عنيفة وسادية في داخل المجتمع الإسرائيلي نفسه، في الدوائر المختلفة، عائلية وغيرها.
هذه هي آثار الحرب الوحشية التي بدأت تظهر، ومنها أيضًا انفلات فاشي وملاحقة لكل من يناهض ليس الحرب فقط، بل السياسة الحكومية أيضًا. ومثال على ذلك من هذا الأسبوع: القانون الفاشي الذي أقره نواب الائتلاف ومعهم نواب في "المعارضة" لملاحقة المحاضرين الجامعيين الذين يعبرون عن مواقف ضد سياسة الاحتلال، وهذا طبعا تحت مختلف التسميات الديماغوغية المرتبطة بـ"تأييد الإرهاب".
كذلك، تظهر آثار الحرب على الوضع الاقتصادي حيث كشف هذا الأسبوع على سبيل المثال أن 46 ألف شركة إسرائيلية أغلقت أبوابها منذ اندلاع الحرب على غزة، مع توقعات بارتفاع العدد إلى 60 ألف شركة بحلول نهاية العام الجاري 2024. وهو ما يعني "بالتفاصيل" المزيد من التعطيل عن العمل والضائقة والفقر.
والأمر المؤسف أن الحرب تتواصل لمآرب وغايات ضيقة في دوائر الحكم العليا المهيمنة، وسط ضغوط هائلة من الأحزاب والحركات اليمينية الاستيطانية الفاشية التي باتت تمسك دفة الأمور بمزيد من العنف والغطرسة، ووسط إذعان المجتمع الإسرائيلي وصمته على المقامرة بحياة وسلامة أولاده. وهذا وضع لن يقود إلى أي أمن ولا هدوء ولا استقرار. وكاذب دجال كل من يزعم هذا. آن الأوان ليستيقظ هذا المجتمع الإسرائيلي.
رابط التقرير: https://short.link.alittihad44.com/gCZF