news-details

كلمة "الاتحاد"| تصعيد دموي يخدم مصالح الحكومة السياسية والشخصية

يتواصل التصعيد الإسرائيلي ضد لبنان يوميًا، ووصل ذروة جديدة غير مسبوقة في التفجير الجماعي العشوائي، يوم الثلاثاء، لأجهزة تنبيه بحوزة ألوف اللبنانيين، وليس المقاتلين منهم في حزب الله فقط. فوقعت تفجيرات في شوارع وأسواق وحوانيت وبيوت ومستشفيات. وتواصلت التفجيرات في اليوم التالي وطالت أجهزة اتصال لاسلكية، أوقعت المزيد من القتل والإصابات. 

هذه الفعلة التي تتفاخر بها بالتلميح، بدون الاعتراف الرسمي بها، جهات اسرائيلية مختلفة، قد سفكت دم مدنيين في شتى المواقع والاماكن من لبنان. وتسوّق الحكومة الاسرائيلية الزعم بأن الهدف من هذا العدوان العشوائي الدموي الواسع هو إجبار حزب الله على وقف القتال، ووقف ربطه بمواصلة الحرب على قطاع غزة. علما بأن حزب الله يؤكد باستمرار انه يخوض جبهة إسناد لغزة ستتوقف حال وقف الحرب الاسرائيلية. وهو ما عاد وأكده في خطابه أمس الأمين العام لحزب الله، وكشف أيضًا أنه تلقى يوم الثلاثاء رسائل صريحة بمضمون: توقفوا عن الإسناد وإلا ستتواصل التفجيرات.

لكن الحكومة ورئيسها يتجاهلان هذا الموقف الواضح والمنهجي من حزب الله لأنهم يرفضون وقف الحرب على غزة، حفاظا على احتلالهم السلطة. فوقف إطلاق النار ووقف الحرب، وفقًا لشتى التقديرات، سينهي فترة هذه الحكومة، وهذا بالضبط ما يقلقها وليس أي شيء آخر. 

 كذلك، هناك قيادات في الجيش متورطة بالمسؤولية عن الاخفاق الهائل والمهين، بمفاهيمهم، في السابع من تشرين الأول أكتوبر الماضي، وهي تسعى للهرب إلى الأمام في ساحة الحرب حتى لو بثمن مقامرة عسكرية حساسة وخطيرة إضافية غير معروفة النتائج على كل المنطقة. والمفارقة أن هناك بالمقابل جهات أمنية وعسكرية تسرّب تحذيراتها من خطورة إشعال حرب شاملة، ومن عدم الاستعداد لها.

والمفارقة الأكبر هي تلك التي سبقت الإشارة إليها هنا، والمتمثلة في أن الداعين لاتفاقية تبادل للرهائن والأسرى ومن يتهمون الحكومة بمواصلة الحرب لمصالحها السلطوية والشخصية، يحرضون بأنفسهم على توسيع الحرب شمالا.. وكما شددنا، نعود ونؤكد هذا حرفيًا:

"بدلا من الاصغاء إلى صوت العقل والمنطق والواقع القاضي بأن وقف الحرب في الشمال يتم بالضرورة بوقف الحرب ضد غزة، يتجاوز هؤلاء المحرضون "الليبراليون"(!) نتنياهو وحكومته من جهة اليمين. وفي هذا يكشفون مجددًا انهم لا يختلفون عنهما في العمق والجوهر من ناحية الهوس الحربي ووهم التوصل للحلول بالمدافع بدلا من التفاوض.. يقينًا أن أي توسيع لرقعة المواجهات الحربية في الشمال لن تأتي بأي حل، بل العكس تماما، وعلى أصحاب الرؤوس الحامية استعادة محطات التاريخ، من 2006 الى 2000 الى 1982 وصولا الى منتصف السبعينيات من القرن الماضي. فكفاكم غطرسة وهوسا وحماقة!".

 

Getting your Trinity Audio player ready...
أخبار ذات صلة