news-details

كلمة "الاتحاد"| حضيض سياسي وأخلاقي متواصل يوميًا

كل يوم يمرّ تتكشف طبقات جديدة من الحضيض الأخلاقي والسياسي الذي تغوص فيه المؤسسة الحاكمة الإسرائيلية بشتى مركباتها. وما تزال تصدم الرأي العام في العالم جريمة الاعتداء الجنسي السادي على أسير فلسطيني – وهو كما يبدو ليس الوحيد - في معتقل التعذيب والموت "سديه تيمان"، وذلك في وقت ينفلت فيه متعصبون وفاشيون وأوباش ضد مجرّد محاكمة المشتبه باقترافهم هذه الموبقات. وهذا من دون أن تقوم الشرطة حتى الآن، كما كُشف أمس، بالتحقيق مع من اقتحموا مقرات عسكرية بسبب احتجاز الجنود المشتبه بهم.

كذلك، خرج الوزير الفاشي بتسلئيل سموطريتش ليحرّض على تجويع أهالي قطاع غزة المليونين حتى الموت، معتبرًا الأمر "مبررًا اخلاقيًا". وهذا يضاف الى سلسلة مواقفه هو وامثاله من فاشيين يدعون للقتل الجماعي دون تمييز في القطاع تحت وطأة الحرب الوحشية التي يدفع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لمواصلتها وتأجيجها، للإبقاء على احتلاله السلطة.

وتشن الحكومة هجومًا سياسيًا على دولة النرويج لأنها اعترفت بحق الشعب العربي الفلسطيني بدولة مستقلة سيادية، وهو ما يمكن وصفه بالهوس وفقدان الكوابح وآخر ما تبقى من رشد سياسي. أما وزارة الخارجية فقررت العودة عقودًا إلى الوراء والتراجع عن اتفاقيات وقعتها إسرائيل برعاية دولية، حين أعلنت على لسان وزيرها المتطرف يسرائيل كاتس عن مشروع "إدارة ذاتية" في الضفة الغربية المحتلة.

إن مجمل هذه المسائل والأحداث والتوجهات – وهي أمثلة قليلة من بين موبقات كثيرة – تظهر مدى فداحة وخطورة الدرك الأسفل الذي تصله هذه المؤسسة بسبب إصرارها على الاحتلال والاستيطان والحرب، وليس صدفة أن الأصوات الإسرائيلية تتزايد كل يوم محذرة من انهيار شامل إذا ما تواصل هذا الانحدار. وهو ما لن يتوقف طالما استمرت هذه الحرب وعقلية الاحتلال الاجرامية التوسعية الماثلة خلفها. وهي عقلية يشارك فيها أيضًا للأسف من يزعمون انهم يشكلون "البديل" للحكومة الحالية!

 

أخبار ذات صلة