news-details

كلمة الاتحاد | ذكرى النكبة وواقعها المستمرّ لغاية الآن

صادف أمس، الخامس عشر من أيار، مرور 75 عامًا على النكبة الفلسطينية التي تكثّف السجل الطويل للجرائم التي لحقت بشعبنا العربي الفلسطيني واقترفتها الحركة الصهيونية، والمؤسسة الحاكمة الإسرائيلية لاحقًا، بدعم وغطاء وتسهيل من القوى الاستعمارية في العام 1948، والقوى الامبريالية لاحقًا، وبتواطؤ خنوع من الأنظمة والقوى الرجعية العربية.

إن تذكّر الأيام والأحداث القاصمة و/أو المصيرية و/أو المبلوِرة في حياة الشعوب، والتذكير بها، هو فعل إنساني أخلاقي وسياسي، خلاصته ضرورة الوقوف أمام تجارب التاريخ وهيبته واستخلاص اللازم منها وتشديد الخط الأحمر بالنسبة للمحظور فيها. لكن المسألة لا تنتهي بهذا في حالة النكبة. فحين يحيي الشعب الفلسطيني ومعه أنصاره الكثُر في شعوب العالم أجمع هذا اليوم، فهو لا يشير إلى حدث تاريخي قاصم فحسب، بل إلى تفاعلاته المتواصلة حتى اليوم بل اللّحظة، وتتجسّد أولاً باللجوء والتهجير ثم في الاحتلال واستيطان الأرض ونهبها وإنكار الوجود الإنساني السياسي المتكافئ للفلسطيني، من قبل المؤسسة الإسرائيلية الحاكمة.

النكبة حاضرة ها هنا والآن، والدرس المستفاد والضروري منها ليس تاريخيًا وأخلاقيًا فحسب، بل سياسيّ يحتاج ويتطلّب ويحتّم أفعالاً وظيفتها نفي حالات اللجوء والاحتلال والاستيطان وتجاوزها. الدرس المستفاد هو النضال الفلسطيني نفسه، والمضيّ فيه وتمتينه، بتعزيز الصمود وإبقاء جذوة الأمل مشتعلة منيرة، واستعادة أقصى درجات ومساحات التضامن الأممي مع قضية التحرر الفلسطيني العادلة.

بعد هذه السنين الطويلة الثقيلة على النكبة، يجدر بالقوى الحيّة في الشعب الفلسطيني، على جميع اختلافاتها الإيديولوجية والعقائدية، أن تراجع نفسها بشجاعة وتعمل لإعادة الأمور إلى نصابها، بحيث يكون الشعب وقضيّته ومصالحه العليا هو الأولوية التي تستدعي الفعل والنضال والتضحية، وليس التضحية بالوحدة وبالقضية الوطنية لغايات ضيّقة، سواء في الأفق أو النفوس أو الوعي!

أخبار ذات صلة