بدأت أمس جولة جديدة من المفاوضات في العاصمة القطرية بشأن إتمام اتفاقية لوقف الحرب الوحشية الإسرائيلية على قطاع غزة، وتبادل الأسرى والرهائن بين إسرائيل وحماس. وما زال القرار بشأن مصيرها متعلق بحكومة اليمين الإسرائيلية ورئيسها بنيامين نتنياهو خصوصًا.
إذ أنها أفشلت طيلة الأشهر الماضية التوصل إلى أي اتفاق، من منطلق وعقلية الحرب الدائمة والقتل والتدمير بلا هوادة ولا كوابح، وأيضًا بهدف التمسك بالسلطة التي ربما ستفقدها الحكومة حين يخرس دويّ المدافع والقصف. وتتهم جهات إسرائيلية كثيرة من جميع ألوان الطيف السياسي نتنياهو بتفضيل مصالحه الخاصة والضيقة على حياة الإسرائيليين المحتجزين في القطاع، وعلى ما يعتبرونه "مصالح إسرائيل القومية والاستراتيجية".
وقد بات من الواضح حتى لمن زعقوا مؤيدين للعدوان قبل أشهر أن حكومة وجيش وجهاز الاحتلال لا يراكمون أية "إنجازات" بمصطلحاتهم، بل لا يراكمون سوى المجازر والجرائم في السجل الإسرائيلي الحربي الملطخ بالدماء. وحتى وزير الحرب استهتر بالتبجحات عن "النصر المطلق" على حماس،معتبرًا إياها ترّهات وثرثرات.
إن وقف الحرب الوحشية هو واجب الساعة. وهو يحتاج إلى رفع الصوت الاحتجاجي بحزم ضد استمرار العدوان. وهو صوت سيدوّي ويجلجل بقوّة وأثر كبيرين لو انطلق أيضًا من حناجر الشعوب العربية نحو أنظمة دولها، وطالبها بالقيام بواجبها أمام "سيّدتها" واشنطن – الراعي الأكبر لكل جرائم الحرب الإسرائيلية، اليوم وأمس، وقبلهما على امتداد عقود طوال!