في واحدة من أصعب اللحظات الفلسطينية الميدانية على الأرض، حيث تواصل مؤسسة الاحتلال الإسرائيلي المجرمة حربًا تطهيرية وحشية في قطاع غزة، وقمعًا متعدد الأشكال البشعة في الضفة الغربية وفي القدس الشرقية، جاء اعتراف ثلاث دول أوروبية بدولة فلسطين عضوًا كامل المكانة والحقوق والصلاحية في أسرة الأمم، ليشكل كوّة من النور المشرق بالأمل.
هذا الموقف لكل من اسبانيا وإيرلندا والنرويج مهم من حيث مضمونه، وكذلك من حيث ما يعنيه ويحمله. فسنوات العدوان المفتوح على مجرد بقاء القضية الفلسطينية، ووهم المتغطرسين بإمكانية إزاحتها عن الأرض ومن المشهد السياسي، انتهت بعودة القضية الفلسطينية إلى أفق الجميع وإلى عُمق أفئدة مئات الملايين بل أكثر من بنات وأبناء شعوب العالم كله، بمن فيها في دول منحازة بقُبح جليّ لسياسات الاحتلال الإسرائيلي.
إن من شأن هذه الخطوة أن تدفع بالمزيد من الدول التي تدرك الواقع وسبل الخروج من مآسيه، إلى القيام بخطوة جريئة أخرى للأمام وإعلان اعترافها بدولة شعب فلسطين وحقه الكامل والمتساوي بالسيادة الوطنية أسوة بكل شعوب العالم.
إن هذه المسألة البديهية لا يمكن إلا أن يذوّتها المزيد والمزيد من أحرار العالم، وسيكون لهم الوزن النوعي في تحريك الدفة نحو شمس حرية هذا الشعب المظلوم والصامد والمقاوم.
فلن يحل سلم ولا أمن لأحد إلا بتحقّق العدل والكرامة للشعب الفلسطيني في دولته الحرة المستقلة السيادية واحترام وتطبيق جميع حقوقه لجميع أجزائه في الوطن وفي الشتات.