news-details

كلمة الاتّحاد| الولايات المتحدة تشنّ حربًا بيولوجية ضد الشعوب

  مع ظهور وباء كورونا وتفشيه حول العالم، لم يخلُ النقاش العام من نظريات المؤامرة التي تجد لها أرضية خصبة في شبكات التواصل الاجتماعي، مثل الحديث عن فيروس مُصنع في مختبرات دول عظمى وحديث عن "حرب بيولوجية". الا أنه بعيدًا عن هذه النظريات غير الواقعية هناك في الحقيقة فعلًا "حرب بيولوجية" حقيقية تشنها الولايات المتحدة الآن على شعوب العالم. وإلا فماذا نسمي تشديد العقوبات الأمريكية على كل من إيران وسوريا وفنزويلا في فترة تفشي وباء عالمي يحطم قدرتها على مواجهة انتشار الفيروس، ليهدد بقتل ألوف البشر في هذه الدول.

على الرغم من كل التوجهات الدولية والداخلية الى إدارة الولايات المتحدة لتعليق العقوبات على إيران التي ضُربت بقوة بهذا الوباء، الا أن الولايات المتحدة قامت عوَضا عن ذلك بتشديدها. حيث أضرّت هذه العقوبات بقطاع الصحة العامة في إيران، من خلال إبطاء أو منع بيع الأدوية وأجهزة التنفس واللوازم الصحية اللازمة للتخفيف من الوباء أو منعه بالكامل، وما زالت العقوبات القطاعية الواسعة تؤثر سلبا على الإيرانيين، عن طريق إغلاق الشركات المملوكة للمدنيين وإبادة قيمة العملة، مما يصعّب شراء الغذاء والدواء والاحتياجات الأساسية الأخرى.

أخطر ما في هذه العقوبات أنها تحظر التعامل مع القطاع العام. وهذا يعني أن النظام الصحي والطبي خصوصًا يواجه صعوبات شديدة في الحصول على إمدادات وتجهيزات، بما فيها أجهزة الاختبار الصحي والأدوية. الولايات المتحدة لا ترفض فقط تعليق العقوبات ضد إيران بالرغم من الدعوات الدولية، الا أنها فوق ذلك تستغل الوباء لتحقيق أهدافها التي عجزت عن الوصول إليها عبر العقوبات المفروضة على إيران منذ سنوات، وتسعى لتركيع النظام الايراني وهزّ شرعيته بإظهاره عاجزا عن مواجهة كورونا وعدم إنقاذ حياة شعبه.

أما سوريا التي أنهكتها حرب مدمرة على مدى 9 سنوات وبقيادة الولايات المتحدة وبيادقها في المنطقة، ورغم دعوات وضغوط دولية كبيرة لرفع العقوبات، فان ما يحصل هو توسيعها لتترك سوريا مع بنية صحية دمرتها الحرب إذ يستحيل إعادة تأهيلها لتواجه الوباء بفعالية من دون مساعدات من الخارج.. حيث أن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والدول الأوروبية من جانب واحد على سوريا، تعرقل توريد الأدوية والمعدات الطبية اللازمة. حيث لا يتسنى للحكومة السورية في ظل هذا الوضع إلا إجراء حوالي 100 اختبار كورونا يوميا فقط ولا يتوفر سوى 25 ألف سرير في المرافق الطبية السورية التي تفتقر بشدة إلى أجهزة التنفس الصناعي أيضًا كما اشارت البيانات الرسمية. والأمر مشابه في فنزويلا أيضًا..


في لحظات كهذه، حيث تمر على البشرية جمعاء أكبر كارثة في القرن وتواجه تحديا مشتركا، وحيث يجب أن يكون التوجه نحو أكبر تضامن أممي وخلق شبكة مساعدات إنسانية عالمية، لا ترفض الولايات المتحدة تعليق العقوبات وتخفيف الحصار فحسب بل تقوم فوق ذلك بتشديدها منتهزةً الفرصة لتحقيق مطامعها في تركيع الشعوب بواسطة تركها عرضة لتفشي وباء قاتل. ما هذا الا عبارة عن درجة جديدة من الوحشية الأمريكية الرسمية.. ويجب أن تسُمى باسمها.. حرب بيولوجية على الشعوب المقاومة.                                           

أخبار ذات صلة