عامٌ مرّ على شن العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة وعلى هجوم حماس في 7 تشرين الأول، وتتعنت الحكومة يوميًا على التصعيد وتوسيع دائرة العدوان والقتل والتدمير، وترفض أي مقترح لتسوية توقف اطلاق النار وتعيد الاسرى والرهائن في صفقة بإشراف دولي.
وعلاوة على هذا تشن عدوانًا واسعًا على لبنان، شمل اغتيال قيادات في "حزب الله" وتدمير أحياء في جنوب بيروت وقرى وبلدات على طول لبنان وعرضه، وتهدد باجتياح بري أيضًا. وهذا على الرغم من أن وقف الحرب في الجنوب كان سيوقفها ويمنع اتساعها في الشمال.
وبالتزامن يزداد الاحتقان والتوتر مع إيران، وتحذر العديد من الجهات في المنطقة والعالم مما يمكن أن يؤدي إليه تصعيد حربي من خطر هائل ومدمر.
ما تزال الحكومات الإسرائيلية وليس هذه الحكومة وحدها تتمسك بالحربجية والعدوانية منذ عقود طويلة، ولكنها لم تجلب أمنًا ولا سلمًا ولا هدوءًا. ومن المريع الفظيع والمخيف أنه على الرغم من كل أهوال الحروب والعدوان والقتل والدمار لم تُستخلص هنا العبر والدروس.
لقد أكدنا وسنظل نقولها بصوت مجلجل، إن الحروب لا ولن تأتي بأمن ولا استقرار ولا حلّ لشيء. هي دائما مقدمات لأهوال وكوارث تأتي بعدها. ومهما بلغت نشوة وأوهام الانتصارات الحربية، فليس هناك من سبيل ومخرج سوى الحلول السياسية المبنية على التكافؤ والعدل، والتراجع التام عن الغطرسة البغيضة والاستعلاء على الغير والاستخفاف بوعيه ومشاعره وكرامته! كفى للحروب وتسقط سياسة الحروب وحكوماتها!