news-details

لن تجني الحرب "إنجازات" بل المزيد من الويلات

لن تؤدي الحرب الإسرائيلية المفتوحة في شتى الجهات سوى إلى المزيد من الويلات. ويزداد كل يوم بل كل ساعة خطر اندلاع حرب شاملة في منطقتنا، بسبب الهوس العدواني في حكومة الاحتلال وبدعم من كل المعارضة الصهيونية.

فمِن يمين الحلبة السياسية وفي مركزها ومن ما يُزعم إنه "يسارها" تتعالى الدعوات الزاعقة للتصعيد، وصولا إلى التورط في حرب مباشرة مع إيران – وهذا على الرغم من أن طهران وبيروت وسائر عواصم المنطقة، بشتى أطيافها ومختلف المسافات التي تربطها مع الولايات المتحدة..، تؤكد جميعها أن المخرج من الوضع الكارثي المتفاقم هو وقف الحرب.

لكن عقيدة وعقلية السحق والتدمير ووهم فرض الوقائع السياسية بعنف السلاح الفتاك، تهيمن على مؤسسة وضع السياسة واتخاذ القرار في إسرائيل، بشتى أذرعها. وكل هذا دون أي تفكير راشد عما سيكون لاحقًا حين تتوقف الحرب (وبالضرورة ستصل نهايتها!).

فوسط نيران ودويّ القصف والغارات والصواريخ والغرائز المشتعلة والضمائر المنطفئة والعقول الخاملة، تندفع آلة الحرب والدمار وسفك الدماء بمعزل عن أي تصوّر للآتي. مؤسسة كاملة ترمي بمجتمعها ومواطنيها قبل غيرهم إلى المجهول القاتم. منها ما يحرّكه التمسّك بالسلطة، ومنها ما يدفعه هوس التعصب الفاشي الظلامي الرجعي، ومنها ما يجرّه إدمان على العنف الحربي ووهم جني الثمار السياسية بالسيوف!

إن المطلوب الآن هو وقف كل هذا العدوان المجرم والانعطاف نحو الواقع والرّشد السياسي، والذهاب في دروب السياسة والتفاوض، وليس في ميادين التقتيل والتدمير والتهجير والمقامرة بالدماء والدمار. ونعيد التأكيد على أنه مهما انحطّت درجات التوحّش فلن تحقق "إنجازات".

أخبار ذات صلة