أقدمت شرطة إسرائيل التي بات من الأصح تسميتها شرطة الفاشي إيتمار بن غفير على خطوة مأخوذة من سجلات الأنظمة الظلامية البائدة، حين أغلقت مقر الحزب الشيوعي في وادي النسناس العريق في حيفا، نادي مؤتمر العمال العرب، لمنع نشاط مقرّر هناك أمس يشمل عرض فيلم "جنين جنين" للفنان محمد بكري وجمع تبرعات لأجل الأهل في قطاع غزة الذي يعيش كارثة تحت وطأة الحرب الإجرامية الإسرائيلية.
وفي غضون هذا السلوك البوليسي الظلامي استدعيت الرفيقة ريم حزان، عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي ومكتب الجبهة وسكرتيرة منطقة حيفا، للتحقيق، ظنًا من الشرطة ووهمًا ان هذا الترهيب سينجح.. وحين فشلت هذه المحاولات وسقطت، وفي غياب أي استناد قانوني نزيه، أغلق البوليس النادي ومنع النشاط.
هذه هي نفس الشرطة التي تتقاعس أمام الجريمة في المجتمع العربي، وتتقاعس امام عصابات الاستيطان وسائر اليمين الفاشي، ليس فقط حين تعتدي على الفلسطينيين، بل حتى حين تعتدي على عائلات إسرائيليين يهود محتجزين حتى الآن في قطاع غزة، لأن وزير هذه الشرطة وحكومتها ورئيسها يتعنتون على مواصلة الحرب وسفك الدم وزرع الدمار كيلا يفقدوا السلطة.. يثبتون حكمهم بالدماء والترهيب والبطش، حرفيًا.
هذا الانحدار اليومي من حضيض إلى حضيض أحقر منه، يقوّض بشكل متسارع ما تبقى من هامش ضئيل للحريات الديمقراطية، لكن يجب ان يعلم كل من يجب أن يعلم.. أنه مهما انفلتت الفاشية الدكتاتورية فليس بمقدورها أبدًا تقويض الإرادات والضمائر والنفوس والأصوات المصرّة على مواجهة سياسة وممارسة الحرب والاحتلال والعنصرية، وتتمسك بالأمل والعمل الكفاحي لتحقيق السلام العادل الذي يضمن كافة حقوق الشعب الفلسطيني الوطنية والإنسانية.