يشهد العالم يوميا تقريبا خطوات لمؤسسات وأفراد يتخذها أصحابها على نحو متعلق بالتضامن مع الشعب العربي الفلسطيني، وقطاع غزة تحديدا، أمام السياسة والممارسة الإسرائيلية الحربية العدوانية الوحشية ضده.
وفي أمثلة من الأيام الأخيرة فقط، أصدرت كولومبيا مرسومًا يحظر تصدير الفحم إلى إسرائيل، وعلّق الرئيس غوستافو بيترو بالقول إن إسرائيل "تصنع به القنابل لتقتل أطفال غزة". كذلك، استقال دبلوماسي في السفارة البريطانية لدى العاصمة الأيرلندية دبلن من منصبه احتجاجا على استمرار مبيعات بلاده أسلحة لإسرائيل. وكانت الدولة الكندية ألغت برامج الإعفاء الضريبي عن مؤسسات صهيونية لأنها تدعم الحرب على غزة وجهاز الاحتلال الإسرائيلي. وهي أمثلة فقط، سيحمل تراكمها وزنًا سياسيًا نوعيًا في إطار تعاظم الوعي الأممي التضامني الكفاحي مع قضية تحرر الشعب الفلسطيني.
فشعوب العالم تتابع ما يتعرض له الشعب الفلسطيني جراء الاحتلال والاستيطان والتوسع الإسرائيلي، وتطوّر رؤيتها وتعمّقها حيال هذه القضية العادلة، وتسير بخطوات متقدمة نحو تدقيق الصورة السياسية الحقيقية لهذه المنطقة. وفي غضون ذلك تتهشم أعمدة وركائز في الدعاية الإسرائيلية الرسمية. ويُعاد فهم وصياغة مفاهيم كثيرة كالإرهاب والضحية واللاسامية والهمجية الرافسة لأصول ومعايير القانون الدولي..
إن ماكينات الدعاية الصهيونية تتحوّل أكثر فأكثر إلى أشبه بطواحين تصدر ضجيجا وجعجعة دون ناتج.. فما ينضح عنها من اكاذيب تكشفه الممارسات الإسرائيلية على الأرض على مدار الساعة. مع ذلك، علينا التنويه إلى غياب قيادة فلسطينية موحدة تتعاطى مع هذه المتغيرات الهامة، وإلى وجود تناقض مؤسف بين حجم التضامن الاممي الهائل مع قضية فلسطين وآفاقها وبين بؤس الحالة السياسية الرسمية الفلسطينية بعموم مركباتها.