news-details

نتنياهو النهج وليس الشخص

إصرار بنيامين نتنياهو على مواصلة الحرب لكي يظلّ في كرسي الحكم مع أعوانه في اليمين الرجعي والاستيطاني والتوسعي، بثمن مواصلة سفك الدم والتدمير في قطاع غزة، وكذلك دفع الثمن أيضًا بجنود وضباط جيش الاحتلال الإسرائيلي - بات حقيقة لا يقولها رافضو سياسة الاحتلال والحرب مبدئيًا وسياسيًا وأخلاقيًا فقط، بل يجاهر بها البيت الأبيض الأمريكي وكبار ضباط الجيش، الفعليين منهم والمتقاعدين، بالإضافة إلى مختلف المحللين والمعلقين والمتابعين الاسرائيليين.

يعرف نتنياهو ما أكده أمس الفاشي إيتمار بن غفير، حامل حقيبة "الأمن القومي" في حكومة المغالاة العنصرية، إذ قال: في اللحظة التي تنتهي فيها الحرب ستنتهي الحكومة. وهذا هو فقط ما يقلق نتنياهو وليس أبناء شعبه هو، سواء من المخطوفين أو سائر المدنيين أو العسكريين؛ لا يهمه العبء الاقتصادي الهائل ولا ترك مئات ألوف الإسرائيليين بيوتهم وبلداتهم في الشمال والجنوب. هدف نتنياهو الوحيد هو البقاء في الحكم، بثمن كل دم محتمل ان يُسفك.

ومن الضروري التأكيد بجلاء: ليس نتنياهو الشخص هو المشكلة، بل السياسة والنهج. إن المشكلة بل الخطر هو معسكر التطرف اليميني الاستيطاني الفاشي الذي يسعى علانية للهيمنة على كل مراكز القوة والسلطة لخدمة هدف واحد مركزي: تأبيد الاحتلال ومنع الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه الوطنية والسياسية والسيادية.

لذلك، فكل من يهاجم نتنياهو على إطالة الحرب لتمديد حكمه، من دون أن يقول بصوت واضح وجريء أن نهج ومشروع الاحتلال والاستيطان والتوسع الذي يقوده هو هو المشكلة وليس شخص نتنياهو، فإنما يوفّر غطاء سياسيًا لهذا الخطر الذي كان وما زال يهدد الشعبين ومستقبلهما في هذه البلاد.

أخبار ذات صلة