news-details

بمبادرة منظمة العمل الدولية: بحث سبل التصدي للإجهاد الحراري في مكان العمل

عقدت الحكومة القطرية ومنظمة العمل الدولية مؤتمرا دوليا بشأن الإجهاد الحراري المهني في الدوحة الأسبوع الفائت. وشارك في المؤتمر خبراء دوليين ومسؤولين حكوميين وممثلين من منظمات العمال وأصحاب العمل لتبادل الخبرات والاستراتيجيات في مجال الوقاية من أثر الإجهاد الحراري والتخفيف من حدته على العمال.

- يواجه العمال في عدد متزايد من البلدان تحديات متصلة بالعمل على كوكب يشهد ارتفاعا متناميا في درجات الحرارة، ما يزيد من خطر الأمراض المرتبطة بالإجهاد الحراري. وقد أتاح المؤتمر إجراء تبادل واسع النطاق للمعارف والخبرات بشأن هذه المسألة الحساسة، والبحث في سبل الوقاية من الأخطار ذات الصلة بها والتخفيف من حدتها.

وعُقد المؤتمر بعيد أسبوعين من اليوم العالمي للسلامة والصحة في مكان العمل الذي يُحتفل به في 28 نيسان. واكتست هذه المناسبة طابعا خاصا هذا العام إذ شهدت الاحتفال بالقرار الذي اعتمد في مؤتمر العمل الدولي في حزيران/ يونيو 2022 والذي أضيفت بموجبه بيئة العمل الآمنة والصحية إلى المبادئ والحقوق الأساسية في العمل في منظمة العمل الدولية.

من جهتها قالت ربا جرادات، المديرة الإقليمية للدول العربية في منظمة العمل الدولية: "درجات الحرارة غير المسبوقة لا تتسبب بضرر كبير في البيئة فحسب، بل ينسحب إلى صحة الإنسان بمستويات تنذر بالخطر". وتابعت قائلة "إن الإجهاد الحراري يسبب تراجعا في إنتاجية العامل، ومن المتوقع أن يضيع حوالي 2 في المائة من إجمالي ساعات العمل حول العالم كل سنة، إما لأن الجو حار جدا للعمل أو لأن العمال يجبرون على العمل بوتيرة أبطأ. لذلك لا بد للحكومات وأصحاب العمل من بذل جهود إضافية للوقاية من أثر الإجهاد الحراري حول العالم والتخفيف من حدته على العمال."

 وللبحث في الموضوع من منظور عالمي، عقد اختصاصيو منظمة العمل الدولية نقاشا بشأن التقرير المعنون العمل على كوكب أكثر دفئا: أثر الإجهاد الحراري في الإنتاجية والعمل اللائق، وتطرقوا إلى آخر الأبحاث المستندة إلى أدلة حول الآثار التي تمس بالصحة جراء التعرض للحرارة، والتوصيات السياساتية بهذا الشأن.

كما قدمت حكومة قطر لمحة عامة عن البحث الذي أجري على أراضيها في العام 2019 حول الإجهاد الحراري، والذي استرشد به تشريع جديد دخل حيز التنفيذ في العام 2021.  فبالإضافة إلى زيادة الساعات التي يحظر فيها العمل في الهواء الطلق في أشهر الصيف، تنص التدابير الجديدة على وجوب إجراء الشركات فحوصات صحية سنوية للعمال وإعداد تقييم إلزامي للأخطار.

إضافة الى ذلك تبادل المشاركون خبرات دولية في مجال الأبحاث التي أجريت في هذا المجال، وتخلل المؤتمر عرضا لتجارب أفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية.

وفي تعليقه على اعمال المؤتمر قال وزير العمل القطري علي بن صميخ المري : "قطر حريصة على الارتقاء بتشريعات الوقاية من الإجهاد الحراري بما يواكب تطورات سوق العمل، منوها بالتنسيق المستمر ما بين وزارة العمل والشركاء الإقليميين والدوليين والجهات الفاعلة في النظام الوطني للسلامة والصحة المهنيتين لتعزيز تدابير الوقاية وبناء القدرات الوطنية في رصد حالات الإجهاد الحراري لضمان تطبيق التدابير الجديدة ودعم الجهود الرامية إلى حماية العمال وتعزيز بيئة العمل الآمنة والصحية. " وأوضح أن دولة قطر تعتبر سباقة في حماية العمال من الإجهاد الحراري المهني إذ كانت من أوائل الدول في العالم اعتمدت خطة شاملة للتخفيف من آثاره السلبية على الإنتاجية في العمل.

أما رئيس اللجنة الوطنية للجان العمالية في المملكة العربية السعودية، ناصر بن عبدالعزيز الجريد فقال : "إن اتخاذ خطوات منسقة للتخفيف من أثر الإجهاد الحراري في مكان العمل هو أمر ملح للعالم أجمع، وليس لدول الخليج العربي فحسب. لقد سلط هذا المؤتمر الضوء على الأدلة الدامغة من الأوساط العلمية العالمية، ونحن الآن بحاجة إلى تدابير ملموسة لصون سلامة العمال وصحتهم ورفاههم."

تؤكد منظمة العمل الدولية التزامها الدائم بتعزيز ظروف العمل الآمنة والصحية لجميع العمال، وبمواصلة العمل مع الحكومات والشركاء الاجتماعيين وغيرهم من أصحاب المصلحة لمواجهة التحديات الناجمة عن الإجهاد الحراري في مكان العمل. 

أخبار ذات صلة