تُعتبر عودة اتحاد أبناء سخنين للدرجة العليا، أقرب للمعجزة، بعد أن بدأ موسمه الكروي بتخبطات لا تحصى، ومشاكل عصفت في غرفة تبديل الملابس وعلاقات متوترة بين الإدارة والجماهير، حيث خسر الفريق عدد نقاط كبير واحتل المراتب المتدنية في بداية الموسم، مبتعدًا عن الأماكن المؤهلة للصعود بفارق كبير جدًا، وأداء غير ثابت. إلّا أن الفريق السخنيني قام من بين الحطام، بعد ترتيب صفوفه وحل الخلافات، ليبدأ بجمع النقاط واكتساح الخصوم، ليضمن في نهاية المطاف صعوده الرسمي مع تبقي مباراة واحدة على نهاية الدوري.
"الاتحاد": بعد البداية الصعبة وعدم الاستقرار في النتائج وابتعاد الفريق عن المنافسة بفارق نقاط كبير والعلاقات المتوترة داخل الفريق، ما هو التغيير الذي حصل، والذي أعاد اتحاد ابناء سخنين إلى الطريق الصحيح، هل فقدتم الأمل في مرحلة ما؟
أبو يونس: إذا فقدت الأمل، فليس لك مكان في كرة القدم، فهي تلعب حتى الرمق الأخير.
لا يخفى على أحد أن فريق اتحاد أبناء سخنين عانى منذ الموسم الماضي من مشاكل كثيرة، كان لها أثر سلبي ومباشر أولاً على هبوط الفريق في نهاية الموسم الماضي إلى صفوف الدرجة الممتازة، واستمرت حتى في بداية الموسم الجاري، مما أدى لخسارة الكثير من المباريات والنقاط، حتى أننا أصبحنا نقترب من قاع اللائحة، وليس فقط الابتعاد عن منافسة الصعود والعودة إلى الدرجة العليا.
عانى الفريق من مشاكل داخل غرفة الملابس بشكل أساسي، فعلى سبيل المثال، في الموسم الماضي، جهّزنا الفريق بالشكل المثالي، ورصد ميزانيات هي الأكبر في تاريخ الفريق، مع كادر وأسماء كبيرة، وعلى الرغم من كل ذلك، الخلافات داخل غرفة الملابس كان لها تأثير هدام، أدت لهبوط الفريق، واستمرت هذه المشاكل حتى بداية هذا الموسم؛ بالإضافة للضغوطات الكبيرة من قبل الجماهير، وفي الكثير من الأحيان كان هناك تجريح للاعبين مما أثر على معنوياتهم، وبالتالي على مردودهم على أرض الملعب.
نقطة التحوّل كانت حلّ الإشكاليات داخل غرفة الملابس من خلال اتخاذ العديد من الإجراءات، وتغيير الطاقم الفني، وجهود منقطعة النظير من قبل الإدارة والطاقم الفني وعلى رأسه المدرب إلداد شافيط، الذي منذ وصوله أعطى الهدوء لغرفة الملابس وأعاد الثقة للاعبين، هو من نوع المدربين الذين يكسبون حب لاعبيهم بفضل الطاقات الإيجابية والثقة التي يبعثها بينهم، وعمله بصمت ومهنية، النقطة الثانية المهمة جدًا، هي الهدوء خارج غرفة تبديل الملابس، في المدرجات وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث التزمت بها جماهير الفريق، مما أعطانا الهدوء وإمكانية العمل بالشكل الصحيح، بدون ضغوطات.
أنا شخصيًا لم أفقد الأمل بتاتًا، فمن يفقد الأمل لا مكان له في عالم كرة القدم، لا وجود لمصطلح "مستحيل" في هذا اللعبة، آمنت بأنه يجب علينا القتال حتى الرمق الأخير، ودائما كان لدي إيمان تام بلاعبي الفريق، وبعد إعطائهم الهدوء والثقة، وعلى الرغم من اللحظات الصعبة التي مررنا بها، أثبتوا أنهم على قدر عال من المسؤولية، وفي اللحظات الحاسمة أدّوا أداء بطولي، في ضغط المباريات الهائل، وحققنا الهدف باستماتتهم على أرض الملعب.
"الاتحاد": ارتكز الفريق هذا العام بشكل كبير على اللاعبين خريجي مدرسته، وفي نهاية المطاف اثبتوا قدراتهم وامكانياتهم، وكان لهم قسط كبير في عودة الفريق لمكانه الطبيعي، ما هو مصير اللاعبين الشباب في الموسم المقبل؟
أبو يونس: يمكن تلخيص الهبوط بالمثل القائل "رُب ضارة نافعة"، فعلى الرغم من السلبيات الكثيرة للهبوط، إلا أنه أفادنا فيما يخص الاعتماد على لاعبي مدرسة الفريق بهذا الشكل الكبير، وزاد من إيماننا بقدرات مدرستنا العريقة ولاعبيها، على حمل الفريق، خاصة بعد الثقة والتجربة التي اكتسبوها هذا الموسم وإثبات قدراتهم على الصمود في وجه الضغوطات الهائلة خلال الموسم.
مما لا شك فيه، سنستمر بالاعتماد على لاعبي قسم الشبيبة، فهم جاهزون لحمل هذه المسؤولية ولديهم القدرة على اللعب في الدرجة العليا، وسيكون لهم شأن كبير في تشكيلة الفريق، في الموسم القادم. نحن نملك قسم شبيبة يُعتبر مصنع لاعبين.
"الاتحاد" الجميع كان شاهدًا على الغيمة السوداء التي خيّمت على علاقة الإدارة بجماهير الفريق، كيف أثر ذلك عليك وعلى إصرارك في المواصلة؟
أبو يونس: دائما أتقبل الانتقادات البنّاءة برحابة صدر وأتعلم منها، لكن لغة التجريح والانتقادات غير المسؤولة، لا مكان لها، ودائما ما تترك آثارًا سلبية لدى الجميع. بعد هبوط الفريق كان الخيار الأسهل على أي شخص، ترك الفريق والتملص من المسؤوليات خاصة بعد موجة الانتقادات والتجريح، لكني تحمّلت المسؤولية كلها ولم أتهرب منها للحظة، ووعدت بإرجاع الفريق لمكانه الطبيعي في نهاية الموسم، وهذا ما حصل فعلاً.
رسالتي للجماهير هي الوقوف إلى جانب الفريق في السراء والضراء، فهذا هو الأساس من أجل النجاح.
"الاتحاد" رسالة أخيرة من محمد أبو يونس، لمحبي الاتحاد أولاً، ولخصومه في الدرجة العليا ثانيًا.
أبو يونس: سنبني فريقًا ليكون ندًّا لكل فرق الدرجة العليا. في الماضي حققنا الانتصارات على أكبر وأعرق فرق الدوري، ونحن عائدون لتحقيق الانتصارات ومقارعة جميع الفرق. هدفنا واضح، وهو بناء فريق لا يرفع الراية البيضاء، و يستبسل على أرض الملعب بندية عالية، فريق يمثل سخنين والمجتمع العربي على أفضل وجه.