أطلقت الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة هذا الأسبوع حملة إعلامية شعارها "المساواة ولا أقل من المساواة"، دعمًا لإعلان اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية الإضراب احتجاجًا على الحصة الشحيحة من نصيب السلطات المحلية العربية من التعويضات الحكومية للسلطات المحلية عامة في البلاد جرّاء أضرار جائحة كورونا. وقد كان لـ"الاتحاد" هذا اللقاء مع الأمين العام للحزب الشيوعي الرفيق عادل عامر.
الاتحاد: أطلقت الجبهة الديمقراطيّة حملة شعبيّة الأسبوع الجاري على ضوء الخطوات النضاليّة التي أعلنتها اللجنة القطرية للرؤساء ضد سياسة الحكومة العنصريّة، ما هي أهداف هذه الحملة؟
عامر: إن الهدف الأساسي للحملة هو التضامن مع السلطات المحلية العربية في نضالها من أجل تحقيق وتحصيل ميزانيات عادلة ومساوية لمواجهة آفة وجائحة الكورونا خاصة بعد القرارات الحكومية التي صدرت والتي تميز بشكل صارخ ضد السلطات المحلية العربية، وبالذات المبلغ المخصص كتعويض عن ضريبة الأرنونا، هذا التعويض كشف الوضع القائمة في المجتمع العربي والقرى والمدن العربية وخلوها من مناطق صناعية تدر عوائد مالية على خزائن السلطات المحليّة من الضرائب على المناطق الصناعية، المعروفة أنها أغلى من الأرنونا المفروضة على المناطق السكنية، أي ان التعويض الذي تحصل عليه 1,7 من 3 مليارات وحسب المقارنات فإن هذا المبلغ يعادل ما ستحصل عليه مدينة ايلات لوحدها. هذا هو الهدف الأساسي للحملة. الهدف الثاني هو رفع سقف مطالب الجماهير العربيّة إلى أعلى مستوى ليس فقط كتعويض ومواجهة عواقب الكورونا السلبية اجتماعيا واقتصاديا على المجتمع العربي إنما وأيضا استعداد للمرحلة القادمة ما بعد الكورونا والضربات الاقتصادية التي ستوجه الى الطبقات المسحوقة وعلى رأسها بطبيعة الحال العمال والعاملات وخاصّة العمال والعاملات العرب.
الاتحاد: أية آمال يمكن ان نعقدها برأيك على نضال السلطات المحلية الحالي وما الضمانة لذلك؟
عامر: نحن دائما نعلق آمالنا بالأساس على قيمة النضال، نحن نرى بالكفاح والنضال قيمة عليا في مشروع بقائنا وتطورنا في هذه البلاد. وانطلاقا من مبدأ أن الحقوق تؤخذ ولا تعطى، ندعم ونعلّق آمالا على أي عمل نضالي تقوم به الجماهير العربيّة وممثلوها إن كان في لجنة المتابعة أو في القائمة المشتركة أو السلطات المحلية. ولذلك نحن نعلق الآمال على قيمة النضال كقيمة عليا ولكن الأهم في هذا المضمار ألا يقتصر النضال على رؤساء السلطات المحلية وعلى اضراب السلطات المحليّة كمؤسسات، موظّفين وعاملين يجب رفد هذا النضال بنضال ميداني وشعبي تجند له الجماهير العريضة والواسعة ليكون بمقدورنا الحصول على أفضل النتائج. وهذ ما ثبت بالتجربة العملية والواقعية والتاريخيّة انه عندما يكون نضال جماهيري ميداني ونضال شعبي فيمكن تحقيق نتائج أفضل بكثير.
الاتحاد: ما السبيل لتجميع النضالات في مختلف القطاعات والمجتمعات المتضررة من سياسات الحكومة بخصوص مواجهة الوباء، بحيث تكون تحت راية الحقوق والعدالة الاجتماعية؟ هل هناك فرصة فعلية لهذا؟
عامر: نعم هناك فرصة كبيرة لتوحيد نضالات وكفاحات مع شرائح مختلفة من المجتمع في إسرائيل بما فيها الجماهير العربية، نحن قلنا ولا نريد أن نعيد الأسطوانة أن الوباء لا يميّز وهو يصيب كل البشر، بغض النظر عن انتماءاتهم المختلفة، ولهذا السبب نحن نرى وسنعمل على أن تكون مواجهة الوباء عامة وشاملة، وخاصة أن المتضرر الأساسي سيكون الطبقات المسحوقة وعلى رأسها الأقلية العربية الفلسطينيّة. ولهذا من مصلحتنا ومصلحة جماهيرنا أن يكون توحيد وتجميع لهذه الكفاحات والقطاعات المتضررة: عمال وعائلات أحادية الوالدية وقطاعات الشباب، الطلاب وطلاب الجامعات. هناك فرصة فعلية لتوحيد هذه النضالات، باعتقادي أنه بمقدور القائمة المشتركة أن تكون عنوانا جاذبا لهذه النضالات ولهذه الكفاحات.
الاتحاد: هل توجد استعدادات او خطة كفاحية مستقبلية للتعامل مع فترة ما بعد الكورونا التي يتوقع ان تشهد ضائقة اقتصادية هائلة؟
عامر: نعم نحن أصدرنا في الحزب الشيوعي برنامجا شاملا وعاما اجتماعيا-اقتصاديا وسياسيا من الممكن أن يكون قاعدة لبرنامج كفاحي للتعامل بكل المستويات لمواجهة ما بعد الكورونا. لأن الكورونا أيضًا كشفت مجددا عن الكثير من مكامن الخلل في جهاز الصحة، جهاز التربية والتعليم، الإسكان، المساواة. نحن في الحزب والجبهة سنسعى بكل قوة لأن يرتكز على هذه الخطة المطلبيّة أي كفاح مستقبلي، وهي بلا شك تشكل القاعدة الطبقية لهذا النضال، وتشمل أيضًا الحقوق المدنية والقومية لجماهيرنا العربيّة وكذلك الحقوق الاجتماعية والاقتصادية لمختلف وأوسع الشرائح في المجتمع الإسرائيلي.