رحل عنا اليوم الخميس، الشخصية الوطنية القيادية الفلسطينية، فاروق القدومي، أبو اللطف، عن عمر ناهر 94 عاما، في العاصمة الأردنية عمان، وبعد أسابيع قليلة، على رحيل زوجته، التي تولت هي أيضا مهمات قيادية في حركة فتح، وفي الحركة الوطنية الفلسطينية.
وكان الراحل الكبير، أبو اللطف، لسنين طويلة عضوا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ومسؤول دائرة العلاقات الخارجية. وقد عارض بشدة اتفاقيات أوسلو، التي أبرمت في العام 1993 ولاحقا، ورفض تمشيا مع موقفه هذا، العودة الى الوطن، تحت غطاء الاتفاقيات المبرمة، إلا أنه بقي يتولى مهمته في منظمة التحرير، في حين أن السلطة الفلسطينية أنشأت وزارة خارجية خاصة بها.
ولد فاروق القدومي، في العام 1931، في قرية جينصافوط قضاء قلقيلية، وتوفي والده وهو طفل صغير، وتلقى تعلميه المدرسي في يافا وعكا.
في بداية حياته السياسية انضم القدومي إلى حزب البعث العربي الاشتراكي. وأثناء دراسته في مصر التقى بياسر عرفات) أبو عمار) وصلاح خلف (أبو إياد)، وكان وقتها أمين فرع حزب البعث في مصر، وكان من مؤسسي حركة التحرير الوطني الفلسطيني التي اعلنت عن عمليتها الأولى في مطلع العام 1965.
في 1969 رشحته حركة فتح لعضوية اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية فأصبح رئيسا لدائرة التنظيم الشعبي، الا انه انتقال للدائرة السياسية. وأقام في الأردن غير أن السلطات الأردنية اعتقلته إثر أحداث أيلول الأسود عام 1970، فغادر الأردن إلى سوريا.
وكان القدومي ضمن قيادات منظمة التحرير الفلسطينية التي غادرت بيروت إلى تونس في 1983 بعد الغزو الإسرائيلي للبنان.
الرئيس الفلسطيني ينعى أبو اللطف
نعى رئيس دولة فلسطين محمود عباس، "إلى أبناء شعبنا في الوطن والشتات وأحرار العالم، القائد الوطني والتاريخي الكبير، أحد القادة التاريخيين المؤسسين لحركة "فتح" والثورة الفلسطينية المعاصرة، المناضل فاروق رفيق أسعد القدومي "أبو اللطف"، الذي انتقل إلى جوار ربه في عمان، اليوم الخميس".
وقال: "أنعى أخا وصديقا ورفيق درب في النضال والعمل الدؤوب من أجل فلسطين التي تفقد بغيابه واحدا من رجالاتها المخلصين المناضلين الأوفياء الذين قدموا الكثير لخدمة فلسطين وقضيتها وشعبها:.
وأثنى "على مناقب المناضل الوطني الكبير، ومسيرته المشرفة، وعطائه وعمله القيادي في صفوف حركة "فتح" والثورة الفلسطينية ومؤسساتها، والذي أفنى حياته في الدفاع عن حقوق شعبنا وقضيته العادلة على طريق الحرية والاستقلال".
وأعرب "عن تعازيه الحارة لعائلة الفقيد ورفاق دربه في النضال، أبناء حركة فتح والحركة الوطنية الفلسطينية، ولأبناء شعبنا كافة وأحرار العالم، سائلا المولى عز وجل، أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان".