news-details

تحيليلات إسرائيلية: موجة احتجاج غير مسبوقة منذ 7 أكتوبر تنطلق وتصعد الضغط على نتنياهو 

 عبرت تحليلات إسرائيلية، نشرت اليوم الاثنين، أن طبيعة وشكل وحجم المظاهرات التي شهدتها تل أبيب والقدس، في اليومين الماضيين، تنبئ بتصاعد موجة احتجاجات واسعة جديدة لم تشهدها إسرائيل منذ السابع من أكتوبر، وتعبر عن تصاعد الغضب في إسرائيل بسبب عدم التوصل إلى صفقة تبادل أسرى وبسبب سعي الحكومة، بقيادة بنيامين نتنياهو، إلى تشريع إعفاء الحريديم من التجنيد.

وقال المحلل في صحيفة يديعوت أحرونوت، ناحوم برنياع، اليوم الاثنين: "أو أمس، في القدس، اطلقت صافرة البدء بموسم جديد من الاحتجاج، احتجاج يقوم على أساس سلسلة الاخفاءات التاريخية للحكومة قبل 7 أكتوبر، في 7 أكتوبر وبعده. لم يتحدثوا عن الحرب امس من على المنصة في المظاهرة لكن كان واضحا بان فترة ضبط النفس بسبب الحرب انتهت. التعابير ضد نتنياهو كانت فظة، حادة لدرجة ان المترجمة للغة الإشارات وجدت صعوبة في التعبير عنها ليفهمها الجمهور".

وقال عن المظاهرة في القدس مساء السبت: "المظاهرة كانت مؤثرة بحجمها. في محيط الساعة 20:00 كان شارع كابلن في القدس مليئا من وزارة الخارجية حتى وزارة المالية. امام شاشات الفيديو الكبيرة كان الاكتظاظ يقترب من خطر الأمان. الاكتظاظ كان أيضا في القطار. المقطورات كانت مليئة بحيث أن المسافرين اضطروا للانتظار على الرصيف للقطار التالي، تماما مثلما في الأيام الطيبة للاحتجاج، قبل 7 أكتوبر". 

 وأضاف: "ومع ذلك، فان الفرضية بان اخفاق 7 أكتوبر وسلوك الحكومة السائب منذئذ سينبت للاحتجاج اجنحة جديدة أوسع، واحدث، لم تتحقق في هذه الاثناء. جنود الاحتياط الذين تسرحوا لم يخرجوا من غزة مع غضبهم، مع مطالبهم، مع يافطاتهم. لم يأخذوا زمام القيادة".

وتابع: "بالنسبة للعائلات، مثلما هو بالنسبة لقسم كبير من المتظاهرين، فان إعادة المخطوفين هي موضوع وجودي، سيتفكك المجتمع الإسرائيلي بدونه. بالنسبة لاخرين المخطوفون هم حجة أخرى ضد نتنياهو، مثل تملص الحريديم من التجنيد،  مثل إجازة الكنيست، مثل مسيانية سموتريتش، شرطة بن غفير، مثل تصريحات سارة نتنياهو وسلوك الابن".

 من جانبه، اعتبر المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، أن المظاهرات في أرجاء البلاد، منذ مساء السبت، "تعبر عن تصعيد متأخر في كفاح عائلات الرهائن. وفي هذه الأثناء، فإن نشاط منظمات الاحتجاج من أجل إسقاط الحكومة وإحباط تشريع الإعفاء من تجند الحريديين تحقق زخما متجددا".

وأضاف: "بعد اشهر من الركود في المفاوضات غير المباشرة بين اسرائيل وحماس يبدو أن جزء كبير من عائلات المخطوفين ادركوا أنه اذا كان هناك احتمالية لتحقيق تقدم في هذه المفاوضات فهي توجد بدرجة كبيرة في ايديهم من خلال زيادة الضغط على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو".

 وكتب: "المراحل القادمة من المحادثات ستجري الآن تحت غطاء المظاهرات الداخلية، التي للمرة الاولى منذ اندلاع الحرب ستتحدى ننتنياهو. بقي أن نرى ما الذي ستستخلصه حماس منها، التي تتابع بعناية ما يحدث في الطرف الإسرائيلي".
 
وقال: "بعد تسخين الاجواء في المظاهرات، التي ووجهت أول أمس مرة اخرى بسلوك متشدد من جانب شرطة لواء تل ابيب، بدأت الهجمات المتوقعة للابواق. عائلات المخطوفين التي تختار التظاهر، كما تم الادعاء، تساعد العدو. لو أنهم فقط سمحوا لنتنياهو بالتقدم كما يريد فانه بعد لحظة سيدخل الجيش الاسرائيلي الى بوابات رفح وسيقودنا الى النصر المطلق. ولكن يبدو أن هذه الادعاءات لم تعد تقنع جزء واسع من الجمهور، الذي لم يدمن غسل الادمغة الذي يجري في البث الذي يتم في القناة 14، وما زال يتساءل كيف أن نتنياهو لم يتحمل ولو جزء قليل من المسؤولية عن الاخفاقات التي مكنت من حدوث مذبحة 7 أكتوبر".

 وأضاف: "الوتيرة البطيئة للمفاوضات والتأخيرات المتواترة التي يتبعها نتنياهو، وفوق كل شيء عدم قدرته المتواصل على اظهار التعاطف ولو بالحد الادنى مع معاناة المخطوفين، رجحت اخيرا الكفة في اوساط الكثير من عائلات المخطوفين". 

  وتابع: "موضوع مصير المخطوفين، الذين كما اشارت في الاسبوع الماضي مصادر سياسية وأمنية آخذين في الاحتضار والموت. العدد الرسمي للموتى بين المخطوفين حسب الجيش الاسرائيلي هو 36 من بين الـ 134، لكن واضح للجميع أن العدد الحقيقي أعلى بكثير. لا يوجد للمخطوفين وعائلاتهم وقت. صحيح أن هذه الصفقة تحتاج الى اطلاق سراح حوالي ألف أسير فلسطيني تقريبا في المرحلة الاولى مقابل 40 مخطوف في النبضة الاولى، جميع النساء وكبار السن الاحياء الى جانب المرضى والجرحى. ولكن رغم أن نتنياهو ينجح في أن ينسي ذلك بشكل ما من الذاكرة الجماعية، إلا أنه عقد صفقة في السابق بعيدة المدى في قضية شليط، هناك تم اطلاق سراح 1027 أسير فلسطيني، نصفهم تقريبا يعتبرون ثقيلي الوزن مقابل جندي واحد".

وكتب: "بينما توجد في الخلفية المظاهرات المتصاعدة والخلاف الموجود في مجلس الحرب وفي الكابنت السياسي – الامني، مرة اخرى يتركز الانتباه حول موقف وخطوات وزراء قائمة همحني همملختي بيني غانتس وغادي ايزنكوت. قبل شهرين تقريبا في مقابلة مع ايلانا ديان سمح ايزنكوت أن نفهم بأن تأخير غير ضروري لتحقيق صفقة التبادل سيدفعه الى الانسحاب من الحكومة. ازاء الخوف المتزايد على حياة المخطوفين لم يبق لديه المزيد من الوقت من اجل حسم هذا الامر. موقفه العلني هذا يمكن أن يدفع نتنياهو نحو الزاوية أو أن يشعل النار في صفوف الاحتجاج".
 
وأضاف: "على هامش هذه الاقوال عقد أمس رئيس الحكومة مؤتمر صحفي استثنائي وغريب. قبل بضع ساعات من ذلك اعلن مكتب نتنياهو بأنه في بعد فحص طبي عادي جرى بشكل غريب يوم السبت، طلب منه اجراء عملية جراحية للفتق. ربما بسبب عدم الهدوء الذي اثاره البيان أو بسبب رغبته في التعتيم على المظاهرات ضده فقد اعلن نتنياهو قبل فترة قصيرة من العملية عن عقد المؤتمر الصحفي. ظهوره كان مؤثر ومشوش بدرجة معينة، وليس كعادته ايضا مليء بالتلعثم اثناء القراءة من ورقة. يصعب الاستغراب من ذلك: رئيس الحكومة يخضع لضغط كبير، والآن أضيف الى ذلك ايضا القلق الصحي. اذا كان يقصد أن يبث للجمهور أو حماس تصميم وثقة بالنفس فان هذه الحادثة لم تحقق الهدف. ولكن برزت اكثر من أي شيء آخر، مرة اخرى، الصعوبة التي يواجهها في التعبير عن مشاعر التعاطف تجاه المخطوفين وأبناء عائلاتهم، حتى عندما حاول بث ذلك في أقواله".

أخبار ذات صلة