من المفترض أن تنطلق جولة جديدة من المفاوضات على اتفاق تبادل للرهائن والأسرى بين دولة إسرائيل وحركة حماس. وذلك بعد موقف علني رسمي عبّر عنه بيان لجهاز "الموساد" قدّر أن ردّ حماس كان "إيجابيًا"، مما يرفع فرص التوصل إلى نتائج. وأعقبه قرار بذلك من بنيامين نتنياهو.
طبعا ما زال مبكرًا جدًا تصوّر ما يمكن أن تفضي إليه جولة المفاوضات الجديدة، ليس لأن حماس قد تتراجع وتتلاعب، بل لأن هذا ما قد يفعله نتنياهو. وهذا الاتهام يوجهه اليه صهاينة مثله أيضًا.. فقد سارع أمس للإعلان عن تمسكه بأهداف الحرب، ومنها "القضاء على حماس"، التي يفاوضها بشكل رسمي ويكاد يكون مباشرًا!
للأسف، ما زال هذا السياسي يتلاعب بعقول معظم الجمهور الإسرائيلي، الذي يرفض أو يستصعب أو يفشل في أن يرى أن رئيس حكومته يرسل أبناءه للحرب والموت حفاظًا على احتلاله كرسي الحكم. وهذا أيضًا ما بات يقوله مسؤولون كبار سابقون وحاليون في أذرع المؤسسة الحاكمة الإسرائيلية.
إلى جانب إعادة الرهائن الاسرائيليين الى ذويهم، وبالمقابل أعداد كبيرة من الأسرى الفلسطينيين إلى ذويهم، في نطاق صفقة محتملة، نركّز على أهمية احراز تقدّم في المفاوضات وصولا الى انهاء هذه الحرب الوحشية الدموية المدمرة. وهي التي ستكون كفيلة بوقف ارتفاع ألسنة لهيب الحرب في الشمال، التي تهدد يوميا بمواجهة حربية مرعبة شاملة.
مرة أخرى يظهر لكل من لديه رُشد وضمير حيّ وعقلانية واقعية ومنطق بسيط أن جميع تفوّهات وأوهام وأكاذيب إحراز الحلول الأمنية بالوسائل العسكرية، قد سقطت وتحطمت مرة أخرى. لا تسويات ولا مخارج ولا حلول إلاّ بالوسائل السياسية. قيادة المؤسسة الإسرائيلية بائتلافها ومعارضتها يجب أن تغيّر توجهها بـ180 درجة لتعترف وتقرّ أن الحروب لن تجدي نفعًا.