news-details

كلمة "الاتحاد"| قرار مهمّ سياسيًا بشأن المَعْلَم الفلسطيني التاريخي

مهما حاولت إسرائيل تطبيع احتلالها للأراضي الفلسطينية، فإن الإجابات الرافضة تأتيها ليس من المقاومة والصمود الفلسطينيين فحسب، بل من العالم أيضا، والمؤسسات الدولية.

فبالرغم من جميع التصريحات والممارسات والسياسات للهيمنة الدائمة على الأغوار الفلسطينية، وهو ما يزداد خطورة تحت حكم عصابات الفاشيين في هذه الحكومة، جاءت لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو" لتضع النقاط على الحروف، وتسجّل موقع أريحا القديمة/ تل السلطان على قائمة التراث العالمي، كمَعلَم فلسطيني.

هذا موقع عريق قديم، يمتد زمنه إلى ما قبل التاريخ، نحو 10 آلاف و700 عام قبل الميلاد. ويعتبر أقدم حتى من أهرامات مصر. الرئيس الفلسطيني محمود عباس وصف القرار بأنه "بالغ الأهمية ودليل على أصالة وتاريخ هذا الشعب".

بينما كان نواب ما يسمى "لوبي أرض إسرائيل" قد توجهوا ممثلي الدول الأعضاء في لجنة التراث يطالبون فيها برفض الطلب الفلسطيني للاعتراف بالموقع. وزعموا بكذبهم المعهود أن "السلطة الفلسطينية تروّج لحملة إنكار التاريخ اليهودي في الضفة الغربية وتمنع الوصول إلى المواقع التراثية للإسرائيليين".

ومن حضيض إحباطها أمام قوّة الوقائع وقوّة المنطق المعتمد في القرار، اعتبرت وزارة الخارجية الإسرائيلية القرار "علامة أخرى على استخدام الفلسطينيين السيئ لليونسكو وتسييس المنظمة". لكن منظمة علماء الأثار الإسرائيلية التقدمية "عيمك شافيه" أعلنت بشجاعة دعمها لقرار الاعتراف بالموقع كموقع للتراث العالمي في فلسطين.

إن مثل هذه التحرّكات السياسية على الساحة الدولية، والإنجازات التي يمكنها تحقيقها، تعيد الأمور إلى نصابها، وتفجّر بالون الكذب الإسرائيلي على الإسرائيليين أنفسهم، وكأن الاحتلال دائم والحق الفلسطيني إلى زوال. لأن المعادلة بالضبط بالعكس: الحق الفلسطيني ثابت كصمود وبقاء هذا الشعب، والاحتلال الإسرائيلي إلى زوال.. ليس فقط إلى زوال، بل إلى مزابل التاريخ.

أخبار ذات صلة