ارتفعت حرارة الصراع والمواجهات والأوضاع والنيران بشكل غير مسبوق على الحدود الشمالية في اليومين الأخيرين. وأعلن "حزب الله" إطلاق اكبر عدد من الصواريخ والمسيّرات الهجومية على مواقع عسكرية عديدة في الجليل وفي الجولان السوري المحتل، وذلك ردًا على اغتيال قياديّ بارز في صفوف المقاومة اللبنانية.
وازداد القلق في ظل هذا التصعيد من اندلاع مواجهات أوسع قد تؤدي إلى حرب شاملة، وقالت مصادر إعلامية إن جهودًا دولية تُبذل لمحاصرة اتساع رقعة النيران الحربية. علمًا بأن إعادة الهدوء ولو بمعناه النسبي إلى الحدود الشمالية مشروط بالضرورة بوقف الحرب الوحشية على قطاع غزة.
وأكد عدد من المحللين العسكريين مجددًا هذا الأسبوع على أن المعادلة واضحة لجميع الأطراف. وأن السبيل لمنع حرب مدمرة شاملة قد تسببها مواجهة إسرائيلية-لبنانية حربية واسعة، هو التوصل إلى صفقة تبادل للأسرى والمخطوفين مع حركة "حماس" والتي ستكون مقرونة بوقف الحرب وانسحاب جيش الاحتلال من القطاع.
وفي الوقت نفسه تزداد القناعة في صفوف المزيد من مؤسسات وشرائح المجتمع الإسرائيلي أن إمكانية عقد صفقة واردة وحقيقية، لكن ما يمنعها هو الحسابات السياسية الضيقة لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وشركائه في الحكم، الذين يرفضون الذهاب في أي مسار سياسي ولا وضع أي أفق سياسي للحرب، بالتزامن مع تشبثهم بالسلطة.
إن السبيل إلى منع حرب مدمرة يصعب تصور مداها وفظائعها يبدأ من وقف الحرب الوحشية على قطاع غزة، والتوصل إلى اتفاقية تبادل وانسحاب الجيش الإسرائيلي دون تأخير. ونعيد التأكيد ان جميع البدائل الحربية لا تقود سوى إلى الكوارث، ووحده التفاوض السياسي مع كل الأطراف وفي جميع الجهات هو الكفيل بنزع فتيل جميع الحروب ونقل كل المنطقة إلى مرحلة وحالة جديدة أفضل.