news

موقف صادق مشحون بالمبدئية والوعي التقدمي

حتى في ايام الاعاصير العاصفة التي يكشّر فيها اعداء البشر وحقوق الانسان والشعوب عن انيابهم المفترسة المتعطشة للدماء وللافتراس، حتى في هذه الايام المأساوية تبرز الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة بمواقفها المبدئية الشجاعة والجريئة في مواجهة ذئاب الغاب في وكرها ودفاعا عن قضايا الحق والعدل. فصلابة الموقف الجبهوي المصقول بصلابة الموقف الشيوعي المبدئي يلقى الترحيب والاحتضان وآمال التفاؤل من الجماهير الشعبية الواسعة التوّاقة لاشراقة بسمة صباح منير. وفي الآونة الاخيرة عادت الجبهة واكدت بمواقفها الممارسة طابعها المميز كقوة ثورية كفاحية صدامية مبدئية. فعندما انتشر في الاجواء دخان نيران لهيب على حافة الانفجار انطلق رفاق الحزب والجبهة واصدقاؤهما عشية بداية حرب الابادة الاسرائيلية على قطاع غزة بتظاهرة احتجاجية في تل ابيب امام وزارة "الامن" الاسرائيلية. وقام الحزب والجبهة بتفعيل كل قواهما القطرية والمناطقية والقاعدية في اضخم واوسع تجنيد وتحشيد جماهيري ضد الحرب والوقوف الى جانب الكفاح العادل للشعب الفلسطيني ضد الغزاة واهدافهم العسكرية – السياسية. انطلاقة شملت جميع المدن والقرى العربية والمدن المختلطة والشارع الدمقراطي التقدمي اليهودي في تل ابيب وحيفا ورمات غان وغيرها، وحددت الجبهة موقفها بدون تأتأة مؤكدة ان هذه الحرب العدوانية ليست ضد حماس وحدها بل تستهدف كسر ظهر المقاومة الفلسطينية لفرض املاءات استعمارية تحرم الشعب العربي الفلسطيني من حقه الوطني في التحرر والدولة والقدس والعودة، وان هذه الحرب منسقة بين اطراف التحالف الاستراتيجي الاسرائيلي – الامريكي وبتواطؤ من بعض الانظمة العربية معهما. ولم يكتف الحزب والجبهة بالدعوة الى تجاوز الانقسام المأساوي في الصف الوطني الفلسطيني واعادة اللحمة الى وحدة الصف الكفاحية المتمسكة بثوابت الحقوق الشرعية الفلسطينية، بل الى جانب ذلك بذل قادة الحزب الشيوعي والجبهة جهدا كبيرا، وعبر اتصالات ومشاورات مع مختلف الاطراف الفلسطينية والفصائل الفلسطينية لاعادة اللحمة الكفاحية لوحدة صف المقاومة والشعب الفلسطيني. فالحزب والجبهة ليسا طرفا في الصراع الفلسطيني – الفلسطيني ولكنهما لا يفترشان رصيف الحياد في وقت يهدد هذا الانقسام مصير القضية الوطنية العليا، قضية التحرر والاستقلال الوطني، فالحزب والجبهة وقادتهما منحازون تماما الى جانب الشعب العربي الفلسطيني في نضاله العادل للتخلص من براثن الاحتلال الاسرائيلي ودنسه الاستيطاني واقامة دولته الفلسطينية المستقلة في حدود الرابع من حزيران السبعة والستين وعاصمتها القدس الشرقية وضمان حق اللاجئين بالعودة وفقا لقرارات الشرعية الدولية وخاصة القرار 194. واليوم، وفي ظروف الصراع المصيري لتحديد هوية وطابع التطور في المنطقة وفي بلادنا بعد الحرب الكارثية الاسرائيلية على قطاع غزة، اليوم وغدا فانه من الاهمية بمكان زيادة القوة التمثيلية للجبهة في الكنيست، زيادة قوة الموقف الصادق المشحون بالمبدئية وبصدق ومصداقية النهج الكفاحي من اجل السلام العادل والمساواة والعدالة الاجتماعية.

الاتحاد