بعد اسبوعين، في العاشر من شهر شباط القادم، ستجري الانتخابات البرلمانية للكنيست، ووفق العديد من استطلاعات الرأي فانه من المرتقب ان يزداد التمثيل الجبهوي في الكنيست المقبلة. وبتواضع الثوار الحقيقيين يؤكد قادة الحزب الشيوعي والجبهة حقيقة زيادة الالتفاف والدعم والتأييد الجماهيري للجبهة، فشعبنا الواعي معطاء والجبهة اهل لثقته الغالية ولاصوات ضمائره. وكل انسان موضوعي، لا يزايد و"لا يطوش على شبر ماء" او ينتقص من معطيات الحقيقة، يلاحظ ان الجبهة في انطلاقة جماهيرية كقوة رائدة سياسيا – جماهيريا في المعترك الكفاحي ضد مختلف اشكال سياسة العدوان والقهر الطبقي والقومي والتدهور الفاشي العنصري التي تمارسها المؤسسة الصهيونية الحاكمة في بلادنا، ولعل سر ومصدر قوة الحزب الشيوعي والجبهة يكمن في عاملين اساسيين: الاول، مصداقية البرنامج الذي يطرحانه بكل شجاعة وجرأة والذي اثبتت معطيات واقع التطور المتغير صدق مواقفه. والحزب الشيوعي والجبهة لا يطرحان الشعارات السياسية جزافا او بشكل انتهازي لكسب مكاسب سياسية فئوية مؤقتة، فعشية النكبة ايد الشيوعيون العرب واليهود قرار التقسيم الذي اتخذته الامم المتحدة المبني على اساس حق تقرير المصير باقامة دولتين للشعبين. ومع ان هذا القرار مجحف بحق الشعب العربي الفلسطيني وليس بأفضل الحلول الا ان البديل له، والذي حذر الشيوعيون من مغبته، كان انفجار جرح النكبة بمصادرة حق الشعب الفلسطيني بالتحرر والدولة وتحوله الى شعب من اللاجئين في الشتات القسري خارج وداخل حدود وطنه، هذا الجرح الذي لا يزال ينزف دما حتى يومنا هذا ويتحمل مسؤوليته التحالف الثلاثي الدنس – الامبريالية والصهيونية وتواطؤ انظمة الرجعية العربية معهما. وشعارات الجبهة السياسية هي شعارات واقعية مبنية على تجسيد متطلبات الكفاح في كل مرحلة من مراحل التطور. فبعد الاحتلال الاسرائيلي للضفة والقطاع وفي ظل الموازنة الدولية القائمة رفع الحزب الشيوعي والجبهة شعار "دولتين للشعبين – اسرائيل وفلسطين" على اساس اقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية في حدود الرابع من حزيران السبعة والستين وضمان حق العودة حسب قرارات الشرعية الدولية، شعار تحول الى برنامج للحل تتبناه م.ت.ف والاسرة الدولية. وفي المعركة الحالية للانتخابات ترفع الجبهة احد شعاراتها المركزية "قادرون معا – بقاء نحميه ومستقبل نبنيه" شعار يعكس ويجسد متطلبات المرحلة الحالية من الكفاح، مرحلة مواجهة التصعيد الفاشي العنصري الترانسفيري المعادي لوجودنا في وطننا ولحقوقنا السياسية والمدنية كأهل اصليين لهذا الوطن، والجبهة بنظرتها الكفاحية الثورية التفاؤلية تؤكد انه بوحدتنا الكفاحية، بالكفاح المشترك لوحدة صف جماهيرنا العربية مع القوى التقدمية اليهودية نهزم العنصرية الفاشية ونعزز قواعد بقائنا ونبني مستقبل تطورنا في وطننا في ظروف السلام والامن والاستقرار والمساواة القومية والمدنية.
فسر ومصدر قوة انطلاقة الجبهة لا يكمن فقط بصحة شعاراتها وبرنامجها بل بالعمل على تحويل هذه الشعارات وهذا البرنامج الى قوة مادية وسلاح تحتضنهما اوسع الجماهير العربية واليهودية في بلادنا، ولهذا ليس صدفة هذه اللقاءات المباشرة ومن خلال مئات الاجتماعات والحلقات البيتية بين قادة الحزب والجبهة والجماهير في مختلف مدن وقرى بلادنا. وقوة هذه هويتها اهل للنصر وزيادة التمثيل.