لا بد في النهاية من استقرار الاوضاع المتوترة في الدولة وفي المنطقة، والسؤال الذي يطرح نفسه هو، ما المطلوب لذلك؟ ومن الذي وما الذي سيضمن ذلك، وكم من الوقت سيمر حتى تستقر الاوضاع ومن الذي يضمن ذلك؟ ومتى يجري تذويت اهمية العمل للوصول الى ذلك، وتذويت ان السلام الحقيقي والعادل والراسخ نعمة كبرى للجماهير والحرب كارثة مهلكة ومدمرة؟
اسئلة تطرح نفسها في ظل الحقيقة التي تقول ان بلادي تسير الى الامام بخطى سريعة، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو، في أي اتجاه تسير الى الامام؟ وبناء على الواقع فان قادتها يسيرون الى الامام في اتجاه الانتحار وجلب المزيد من الكوارث السياسية والاقتصادية والاجتماعية والاخلاقية لانهم يصرون على معاداة قيم الحياة الجميلة ودوسها وعلى رفض ضمان الفرح للناس، يصرون على دخول الدبابة الحديدية بكل ما تحمله من مواد ناسفة وقاتلة الى المناطق المحتلة، غير آبهين بالنتائج الكارثية المأساوية الناجمة عما تقذفه من داخلها على البشر والشجر والحجر، وبالتالي تدخل الدبابة البشرية التي تأخذ شكل انسان يمسك بزمام الامور في المجتمع الاسرائيلي، لتقتل فيه القيم الانسانية الجميلة، وبناء على الواقع القائم والملموس في الدولة، الناجم عما تطلقه الدبابة المتجسدة في الحكومة من صواريخ قاتلة على حقوق الجماهير يهودية وعربية، فان النتيجة الاولى لذلك العدوان الوحشي هي الدوس وعلانية، على حقها الاولي في العيش باحترام وكرامة وراحة بال وتعميق جمالية الانسانية فيها، ومن الجرائم التي يصر حكام اسرائيل على اقترافها علانية ومتباهين بذلك، تعميق نزعة العنصرية والمفاهيم الفاشية ومشاعر الاستعلاء والاستهتار بالعرب وخاصة بأبناء الشعب الفلسطيني وبحقهم الاولي في العيش باحترام وكرامة وسلام في دولة لهم بجانب اسرائيل، ومن صواريخ الدبابة البشرية الماسكة بزمام الامور في الدولة، عدم التخلي عن احلام واهداف وبرامج الترانسفير للجماهير العربية في اسرائيل، والاصرار على التعامل معها باحتقار ودوس حقوقها، وكأنها بمثابة دمل ينز القيح في الدولة ويجب التخلص منه، وهناك في السلطة من يدعو علانية وبصوت واضح الى ذلك ويلقى الدعم والتأييد، قانونيا وجماهيريا لدعوته الهمجية، قانونيا من خلال السماح له بخوض الانتخابات البرلمانية ببرنامجه العنصري الفاشي الواضح، وجماهيريا من خلال التأييد المتزايد دائما لدعوته اليمينية العنصرية، ولان القيادة تصر على تجسيد دور الدبابة وما تحمله من قذائف قاتلة وخاصة خدمة لسيدها الاميركي البشع المتباهي بجرائمه ودوسه على القيم والاخلاق الانسانية الجميلة، تزداد انيابها شراسة ونهشا في جسد السلام الحقيقي والقيم الانسانية الجميلة وقيم كرامة الانسان وحقه الاولي في العيش باحترام وحسن جوار مع الشعوب المحيطة به وحقوقه الاخرى في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والعلمية والصحية، فالغلاء في ارتفاع دائم غلاء المواد الاستهلاكية، بالمقابل هناك الهبوط الدائم في قيمة الانسان واهمال قضاياه ودوس حقوقه، والواقع القائم يقدم الادلة القاطعة والتي لا تدحض على مدى استهتار الحكومة بالانسان وخاصة العربي وحقه المقدس في العيش باحترام وكرامة في الحياة، فالبطالة في ازدياد دائم وعدد الذين يفصلون من اماكن العمل اكثر من الذين يُستوعبون فيها، والفقر في تعمق وازدياد، واوضاع البنى التحتية خاصة في المدن والقرى العربية ليست كما يجب، وتزداد المشاكل في المجالات الصحية والتعليمية والسكنية لانها كلها في نظر الحكام، قضايا هامشية، والاولوية للدبابة والمدفع والقنبلة والرصاصة، ولانتفاخ جيوب الاثرياء دائما، خاصة ارباب الصناعات العسكرية.
تعيش البلاد حاليا في اجواء الانتخابات البرلمانية التي ستجري في العاشر من شباط القادم، وتتميز بتعمق النزعات اليمينية والعسكرية والفاشية ودوس حقوق الجماهير خاصة العربية، والتنافس في وضح النهار بين الاحزاب اليمينية حول من سيقتل ويدمر ويقمع ويحاصر ويعذب ويقترف الجرائم اكثر، في المناطق الفلسطينية المحتلة، وتقف الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة، اليهودية العربية، بعمودها الفقري الصلب، الحزب الشيوعي الاممي اليهودي العربي، في مواجهة السياسة الكارثية للحكومة التي تصر على انتاجها غير ابهة بنتائجها الكارثية في المجالات كافة وما تتميز به ببرنامجها الجميل ومواقفها واهدافها الاجمل، وخاصة رفاق ورفيقات الحزب الشيوعي الاممي اليهود والعرب، هو اننا نعمل دائما ومنذ عشرات السنين لابراز وتخليد وتوحيد الوجه الجميل لبلادنا العزيزة وجه محبة الانسان للانسان وتعميق الجمالية الانسانية والتقارب الانساني وتكثيف التعاون المشترك وتصعيد النضال لكنس الاحتلال ولكنس الافكار والممارسات اليمينية الفاشية الترانسفيرية، ولتغيير سلم الاولويات من عسكري احتلالي الى مدني اممي تكون كرامة الانسان في رأس اولوياته واول معايير وقيم ومبادئ تلك الكرامة، التآخي اليهودي العربي وسحق كل ما من شانه تلويث جمالية انسانية الانسان وجمالية افكاره وسلوكياته ومشاعره، وتتميز الجبهة عن باقي الاحزاب كلها، في كونها باعضائها وعضواتها اليهود والعرب رمز الصدق والجرأة في قول كلمة الصدق والحق وان البرنامج الذي تطرحه في الوسطين العربي واليهودي، هو نفسه حرفيا ويتميز بالصدق والشهامة الانسانية وضمان الكرامة الانسانية للحياة الانسانية ولجمالية الافكار والمشاعر والنوايا والاهداف الانسانية وكل حرف واو يضعه الناخب والناخبة، في صناديق الاقتراع في العاشر من شباط القادم، هو بمثابة رفع للجدار بين قوى الحرب والاحتلال والعنصرية والترانسفير وبين زيادة نفوذها، ومعناه صفعة مدوية لاحزاب الحرب والاحتلال والاستيطان ورفض السلام وحسن الجوار، وحرف الواو هو وفاء للقيم الانسانية الاممية الجميلة، هو ورد ينشر عبيره الطيب في الاجواء الملوثة بروائح مستنقعات الفاشية والعنصرية والاستعلاء القومي والاستهتار بالعرب، هو وداد جميل بتعمقه بين ابناء الشعبين وازدياد نقاوته وجماليته وانسانيته يتقدم خطوات كثيرة في طريق السلام والتعايش المشترك باحترام ورؤية وتعميق المشترك، هو ورقاء يكفيها فخرا انها حملت غصن السلام للتبشير بانتهاء الطوفان، وتقوية الجبهة معناها التقدم الكبير في طريق اخراج البلاد من وحل الاحتلال والعنصرية ودوس حقوق العرب الى حديقة السلام والرفاة والمحبة.