قبل ايام قررت لجنة الانتخابات المركزية، منع التجمع والموحدة من خوض الانتخابات البرلمانية بحجج عنصرية معادية لابسط الحقوق الدمقراطية البرجوازية.
غداة ذلك القرار المشين الخطير، استضاف الصحفي المعروف، رازي بركائي، كلا من عضو الكنيست احمد الطيبي، رئيس العربية للتغيير، والوزير الليكودي السابق المتطرف سياسيا روبي ريفلين، والصحفي المقرب جدا من اوساط الحكم بن كسبيت استضافهم في برنامجه الصباحي الذي يبث من محطة اذاعة الجيش – (غالي تساهل). قدم ضيوف برنامجه، بوصفهم اصدقاء حميمين تربطهم ببعض علاقات وروابط شخصية منذ فترة طويلة.
تصدعت هذه العلاقات مرات ومرات على خلفية، أية اعمال حربية، او قتالية، او اغتيالات اسرائيلية ضد ابناء الشعب الفلسطيني، هكذا اكد مقدم البرنامج. الا انه اكد ان هذه العلاقات، دائما تجددت بين هؤلاء الاصدقاء، وانا استمع لمقدم البرنامج تذكرت مثلنا العربي – قل لي من صديقك أقل لك من انت. بالمناسبة على خلفية مثل هذه الاحداث، دائما تقوت روابط وعرى الصداقة بين كاتب هذه السطور والرفاق اليهود، وتجلى ذلك بالنشاط المشترك ضد هذه الاعمال الاجرامية الاسرائيلية في المظاهرات المشتركة في ناصرة الجليل، حيفا وتل ابيب.
لا اريد ان اتطرق الى كل ما ورد في ذلك الحوار بين الطيبي، بن كسبيت وريفلين، بل اريد ان اتوقف عند نقطتين اساسيتين.
الاولى لماذا لا نقبل دعوة ليبرمان، لنا نحن سكان المثلث الاخضر بالانضمام للدولة الفلسطينية العتيدة طوعا، ولماذا نرى بدعوة ليبرمان دعوة عنصرية ترحيلية!!
- الثانية، الادعاء الكاذب وكأننا نتمسك بمواطنتنا من اجل الحصول على مخصصات التأمين الوطني..
برر بن كسبيت تأييده لمشروع ليبرمان، بان العرب لا يعترفون باسرائيل كدولة يهودية، وبان ليبرمان يريد تطبيق مشروعه بالاقناع، وبعدم طرد سكان ام الفحم والمثلث بالقوة، بل بالاقناع وضمهم للدولة الفلسطينية العتيد مع اراضيهم. نسي او تناسى بن كسبيت اننا اصحاب هذا الوطن قبل مجيء المهاجر ليبرمان لبلادنا، واننا لم نختر دولة اسرائيل بل بقينا على تراب وطننا رغم محاولات الطرد والتهجير، ونحن نعلم اننا نعيش في دولة ثنائية القومية – اكثرية يهودية واقلية قومية عربية فلسطينية. وان مقايضتنا بسوائب المستوطنين هي جريمة، ونحن لا نقبل اعطاء الشرعية للاستيطان في فلسطين المحتلة. وعندما يتحدث بن كسبيت عن سلخ المثلث مع اراضيه وضمه للدولة العتيدة، هل هما يعرفان معنى ذلك. اريد ان اوضح لهما ولمن على شاكلتهما بعض الامور التي غابت عنهما. المثلث العامر بأهله يمتد من زلفة في الشمال حتى كفر قاسم في الجنوب.
اراضي ام الفحم، التي نجت من غول المصادرة تطوق شريان اسرائيل شارع 65 من الجهتين، هذا الشارع يمر بين بيوت مصمصوبين مدينة ام الفحم وحي عين ابراهيم – عين الزيتونة حي البيار – بين عارة وعرعرة. اراضي هذه التجمعات السكنية – تمتد من مرج ابن عامر، اراضي الروحة التي تصل حتى جبال الكرمل. شارع رقم 6 يمر في اراضي باقة، جت، بيثان، يمة، المرجة، قلنسوة، الطيبة، الطيرة، جلجولية، كفر برا وكفر قاسم.
هل حقا تريد اسرائيل التخلي عن هذه المناطق، وعن هذين الشريانين، عرفنا عن اسرائيل عقلية التوسع وليس "التنازل" كرم اخلاق عن اجزاء من "ارض اسرائيل". من الواضح ان الهدف الاساسي لليبرمان هو "تطهير"البلاد من العرب. اريد ان اقترح عليه خطة اوسع من المفروض ان تتجاوب مع عقلية دولة يهودية خالية من العرب، شرط ضمهم للدولة الفلسطينية العتيدة مع اراضيهم. اقترح ضم دبورية، اكسال، ام الغنم الحاميات لجبل الطور، وضم الطيبة الزعبية وشقيقاتها وجارتها صندلة المطلة على جنين الصمود مع سهلهم المغتصب. اقترح ضم عين ماهل واجزاء من مدينة نتسيرت عيليت لأنها ثنائية القومية، اكثرية يهودية واقلية قومية عربية.
وضم الناصرة القلب النابض لجماهيرنا العربية وحزامها السكاني العظيم من طرعان حتى يافة الناصرة، بما في ذلك الشارع الالتفافي الجديد، شارع اكسال والشارع الذي يربط بين اخوات الناصرة، مفرق جولاني الذي يؤديالى البعينة، عيلبون والمغار حتى وادي الحمام. وكيف لنا ان نترك اهلنا في مثلث يوم الارض وسهل البطوف وحدهم!!
وضم كل القرى والمدن العربية في الجليل مع اراضيهم للدولة الفلسطينية العتيدة من بيت جن الرابضة على الجرمق، وارض الزابود، الى الشاغور حتى كفر ياسيف، يركا الجديد، المكر والمزرعة.
وكيف لنا ان ننسى شفاعمرو وطمرة وسهلها وعبلين وكقر مندا وكابول وشعب. كما هو معلوم فان الدولة الفلسطينية العتيدة بحاجة لميناء، ولذلك يجب ضم ثلث عكا المدينة المختلطة التي لا تخاف هدير البحر وضم الفريديس وجسر الزرقاء التي بامكانها هي ايضا ان تكون منفذا بحريا للدولة الفلسطينية.
اما حيفا عروس البحر، يجب ضم الجزء العربي منها للدولة الفلسطينية وبالمناسبة العرب منتشرون في كل احياء حيفا. اما انت يا يافا – القدس وليس يافا – تل ابيب فلك مكانة خاصة في قلوب ابناء الدولة الفلسطينية العتيدة. لماذا لا تضم الاجزاء العربية في اللد والرملة للدولة الفلسطينية، اذا اردتما يا بن كسبيت وليبرمان دولة نظيفة من العرب!! حسب هذه العقلية يجب ضم اهلنا في النقب، راهط الابية واخواتها للدولة العتيدة وهذا بدوره يضمن امتدادا جغرافي بين قطاع غزة والضفة الغربية، محافظة الخليل ليست بعيدة عن اهلنا وارضهم في النقب.
يتبجح بن كسبيت وليبرمان وحكام اسرائيل بدولة "الرفاه الاجتماعي" التي ماتت على ارض الواقع ويدعون ان العرب متمسكون بالمواطنة الاسرائيلية لأنهم ينعمون بمخصصات التأمين الوطني.
للاسف الشديد دولة "الرفاه الاجتماعي" التي تغنى بها حكام اسرائيل ماتت، فارقت الحياة امام سيطرت الطغمة المالية الاحتكارية في اسرائيل،الضمانات الاجتماعية تراجعت بشكل كبير ومخيف. يبتجح حكام اسرائيل بمؤسسة التأمين الوطني، وكأن التأمين الوطني مؤسسة حكومية مؤسسة التأمين الوطني مستقلة (او على الاقل يجب ان تكون هكذا)، دخل التأمين الوطني يأتي من الضرائب التي تجبى من العمال والمشغلين. الحقيقة التي يعرفها القاصي والداني، ان التأمين الوطني يتعامل بأكثر من مكيال، مكيال لليهود، مكيال للعرب ومكيال آخر للجيش، الحكومة مدت يدها وسرقت التأمين الوطني حيث الزمته بدفع رواتب لضابط وجنود الاحتياط الذين يدعون للخدمة في الاحتياط أي ان الجماهير العربية الفلسطيني مواطني اسرائيل يساهمون مرغمين بتمويل العدوان في غزة بواسطة التأمين الوطني.
نحن لسنا ضيوفا في هذه البلاد ونحن لسنا للمقايضة والمبادلة، نحن اهل هذه البلاد الاصليون، اما المستوطنون في الضفة والهضبة فهم دخلاء وهم سرطان ليس في جسم الدولة الفلسطينية العتيدة فحسب، بل هم سرطانا في جسم دولة اسرائيل والمجتمع الاسرائيلي والدمقراطية الاسرائيلية البرجوازية المحدود.