تتبنى الابحاث في مجال التحليل النفسي، الحقيقة التي تقول: بان كل كائن بشري يحمل في صميمه وقرارة نفسه "جرثومة" العنف، ولكن قارئاتي قرائي الكرام، ما يجب ان نؤكده في هذا الصدد، بان هذه الجرثومة الخبيثة والقاتلة موجودة داخلنا في وضعية الكمون والسكون.
اتكاء على ذلك، نستنتج، ان غريزة الاقتتال، حتى الاخوي، والحقد على الآخر جاهزان للظهور والانتشار – وقد تحدث فرويد عن الاقتتال الاهلي الاول، الذي جسدته مأساة قايين وهابيل.
هذا، اخواتي اخوتي صحيح!! ولكن الأصح، والذي يجب ان نضيئه "بروجوكتر" احمر امامنا، هو، ان هذه الجرثومة "المميتة" لا تظهر تلقائيا، انما، بالاساس، حينما تسمح البيئة المحيطة بذلك، وما ان يتوفر المناخ المناسب لها – ولا فرق في ذلك بين المجتمعات "المتخلفة" وتلك "المتقدمة" و"المتحضرة" ألسنا نشهد اليوم في المجتمعات الغربية ظاهرة الضواحي المحتقنة، وتفكك العلاقات الاسرية وتدهور القيم؟!!
اقول ذلك، لأسلّط الاضواء على مشهد واقعنا العربي، هذا الواقع الذي بات يهددنا جميعا، فنحن، ويجب ان نقولها بملء الفم، نعايش العنف فيه من حولنا، ونشاهده وجها لوجه، يتوالد يوما بعد يوم، وهو آخذ بالاندماج، الى حد اصبحنا فيه نخشى، ان تصبح جرثومة العنف "وحشا" كاسرا، سيؤدي، اذا ما ترك، الى الفتك بنا – لأنه سيجتاح تدريجيا كل طبقات ومستويات مجتمعنا.
حقا!! انها كارثة مدمرة، فاذا لم تعالج جذريا، ستحول واقعنا الى جحيم ارضي..
فصباح الخير لمن سيردد مع "انتيجون" مسرحية "اوديب"! لقد ولدت لأقول لا!! حتى يستنفر وعيه الانساني ضد الحقد والكراهية والخراب، ومن ثم يصوغ مع اسرته العربية، حضور المحبة والتآخي والتسامح، في زمان ومكان يهبان الازدهار والحياة..