news

الامتحان الحقيقي

أعلن البيت الأبيض أمس أنّ جورج ميتشل مبعوث السلام في الشرق الأوسط الذي عيّنه الرئيس الأمريكي حديث العهد، باراك أوباما، سوف يصل إلى المنطقة الأسبوع القادم، وتحديدًا يوم الأربعاء.
وتأتي هذه الخطوة بعد مرور ثماني سنوات لم يكن فيها مبعوث سلام أمريكي إلى منطقة الشرق الأوسط، في ظل النظام الأمريكي السابق سيئ الصيت، بقيادة جورج بوش، الذي انقلع وسياسته إلى غير رجعة كما نأمل.
كلنا أمل أن تكون هذه السياسة نهجًا ثابتا أمريكيًّا جديدًا، وليس فقط ضريبة كلامية، أو تصريحية للرئيس الأمريكي الجديد، الذي علّق عليه العالم آمال كبيرة.
يمكننا القول، إنّ السياسة الأمريكية الجديدة، على المستوى التصريحي، في الأيام الأولى، قد تكون أمرًا جيدًا، إذا ما نظرنا لها بمعزل عن تاريخ سياسة أمريكا تجاه منطقتنا، سياسة الدعم غير المحدود الذي منحته الولايات المتحدة لإسرائيل، منذ قيام هذه الأخيرة، وحتى يومنا هذا.
وما يمكن أن يدفع إلى التفاؤل حيال النهج الذي قد ينتهجه أوباما تجاه منطقة الشرق الأوسط، هو سيل الأمور التي نفّذها منذ دخوله إلى البيت الأبيض في العشرين من الشهر الجاري، وأولها قراره إغلاق معتقل غوانتانامو سيئ الصيت، رمز قمع الحريات في العالم، وقراره البدء الفوري بالعمل على سحب قوات الاحتلال الأمريكية من العراق، وغيرها من الخطوات التي قد تكون دليلا على تغيير حقيقي في السياسة الأمريكية الخارجية.
ما تجدر الإشارة إليه، هو أنّ الامتحان الحقيقي للإدارة الأمريكية الجديدة يكمن في تعاملها مع القضية الفلسطينية، بموازين العدل، وبهدف إحقاق الحق الفلسطيني القائم على إقامة الدولة، وعاصمتها القدس، وحق العودة.

 

الاتحاد