بعدما لم اعد احتمل مناظر سفك الدماء وذبح الاطفال والنساء والشيوخ والشباب، وصور الهدم والدمار وباقي الاعمال البربرية والوحشية مما يرتكبه جنود الاحتلال الاسرائيلي، بكافة وسائل القتال المتطورة المدجج بها هذا الجيش في غزة هاشم والتي تبث باستمرار عبر وسائل الاعلام المرئية ومواقع الشبكة العنكبوتية لجأت، الى تتبع الاخبار عبر الجهاز المحمول في الشبكة حيث لا تبث فيها او تبث صور اقل من التلفاز عن كارثة الشعب الفلسطيني الاخيرة والتي لا اعلم رقمها من كثرتها . واثناء تجوالي لم يصعب علي الابحار في موقع الناطق بلسان "تساهل" – جيش الاحتلال الاسرائيلي – اذ انه وضع في مكان بارز في الشبكة ، وقد تبجج هذا الناطق بالمعاملة الانسانية التي يغدق الاحتلال واذرعه وافراده على الشعب الفلسطيني، حيث التقارير عن نقل طفلين او بالغين او اكثر بقليل من المرضى الذين يعانون من امراض مزمنة الى المستشفيات الاسرائيلية، وعن السماح بادخال المعونات الطبية والمواد التموينية الاساسية من بعض الدول والمنظمات الى الاهل في غزة ، تزامنا مع استمرار تجاهل قسم من هذه المعونات من الجماهير العربية في الداخل، ويتشدق محرر الموقع بانسانية هذا الجيش الذي يمنح اخواننا المنكوبين بضع ساعات من الهدوء من اجل دفن الشهداء والتزود بالغذاء والدواء، اية انسانية ورحمة ومنة هي تلك، الا يعلم ارباب هذا الجيش ان اهلنا يدفنون موتاهم خلال ورغم القصف والقتل وليسوا بحاجة لهذه اللفتة الكريمة من "تساهل" . من اية مستشفيات يقوم بنقل الجرحى الى اسرائيل ، فمستشفيات القطاع وعياداتها تفتقر للادوية والمعدات وحتى الكهرباء بسبب هذه الانسانية حتى ايام الحصار – قبل الاجتياح الاخير – ماذا تريدون اكثر انسانية من هذه المعاملة الملائكية البريئة والتي لا تبطل اثر قصف سيارات الاسعاف التي تنقل الجرحى، ويذكر الناطق ان المخربين من حماس يقومون بتفخيخ ولغم المساجد والمدارس ودور السكن كاحدى وسائل المقاومة، واني لاشك بصحة هذا الخبر بل اقول انني متأكد من عدم صحته، فكل مكان مسجدا كان او مدرسة او عمارة يريد الجيش نسفها وهدمها يدعي انها مفخخة او تستعمل مخزنا للسلاح والصواريخ والعبوات. ويتحدث الاسرائيليون عن قصف وتدمير قواعد اطلاق الصواريخ ومراكز المقاومة، لو كان ذلك صحيحا كيف يستمر قصف البلدات الاسرائيلية بهذه الصواريخ، وذلك بشهادة وسائل اعلام غربية موالية لاسرائيل والتي صرحت ان الاهداف التي من اجلها بدأت هذه الحرب لم تتحقق. ويتحدث ارباب سلطة دولتنا كل يوم عن تدمير مواقع ارهابية حماسية، طبعا فقصف المدارس والمساجد وقتل وذبح الاطفال هو اكبر وسيلة "للقضاء" على "ارهاب" حماس مستعملين كل الاسلحة الفتاكة المحرمة دوليا، حقا لقد اكد اولمرت وبراك وباقي زملائهما مجددا انهم انتزعوا لقب سفاحي الطفولة من شارون وبيغن وبيرس ورابين وغيرهم من مجرمي الحرب في اسرائيل.
كل ذلك "كوم" ودور حكام الانظمة الرجعية العربية "كوم" ، فمبارك يستمر في اغلاق المعابر من الجهة المصرية وهو بذلك يساند اسرائيل في حصارها ويسهل عليها تنفيذ اهدافها الوحشية الغاشمة. وباقي الحكام العرب يقفون مكتوفي الايدي لا يحركون ساكنا، اللهم سوى الدعوة الروتينية لعقد اجتماعات ومؤتمرات "قمامة" على مستويات مختلفة، نحن "نتفهم" هؤلاء الحكام فلا حول لهم ولا قوة سوى عقد مثل هذه الاجتماعات الطارئة فهم يقررون عقدها ثم يجتمعون ويتباحثون واحيانا يتخاصمون وفي النهاية يقررون التنديد والاستنكار والتضامن.
انا شخصيا رغم مقتي ومعارضتي لما يحدث في فلسطين المحتلة وصمت الحكام العرب فانني متفائل جدا لان ما يقدمه شعبنا من ضحايا وتضحيات يعتبر مهرا للدولة الفلسطينية التي يقترب قيامها فكلما ازداد الظلام حلكة فانه موعد اقتراب الفجر والتي احد اهم شروط قيامها هو قلب الانظمة العربية المتواطئة وارى ان ذلك قريب جدا، فاننا نرى المظاهرات والغليان الذي يجتاح الشارع العربي في الدول العربية تنديدا بالمجازر في غزة ما زال مستمرا وينذر باقتراب نهاية هذه الانظمة، واعتقد انه يكفي اسقاط احدها في أي دولة واهمها مصر اوالاردن كي ينهار باقيها الواحدة تلو الاخرى كحبات المسبحة او العقد الذي يكفي ان تسقط منه اول حبة كي تتبعها باقي الحبات.
للذين يطالبون الاحزاب العربية بالاتحاد بقائمة واحدة كي "تكتسح" البرلمان، نقول انه حين كان الحزب الشيوعي ومن ثم الجبهة القائد الوحيد للجماهير العربية في الشارع العربي كانت تحصل على ستة مقاعد على الاكثر وباقي الاصوات العربية كانت تذهب للاحزاب الصهيونية واحزاب السلطة واولها حزب العمل، رغم انني لا اعارض ان تتحد الجماهير العربية والقوى التقدمية اليهودية في قائمة واحدة لخوض الانتخابات للكنيست .