شهدت احداث حرب الابادة والمجازر والتدمير الاسرائيلية في قطاع غزة امس الاول الثلاثاء، يوما دمويا اليما عكس مدى وحشية جرائم الحرب التي يرتكبها الجزارون ضد الاطفال والنساء والمدنيين. ففشل الغزاة في تحقيق اهدافهم السياسية والعسكرية المرسومة، فشلهم في كسر شوكة ظهر الصمود الفلسطيني في التصدي للمعتدين جعل المجرمين يفقدون اعصابهم ويحولون عدوانهم حربا انتقامية مخضبة بدماء الاطفال والنساء والمدنيين وبغبار المنازل السكنية المدنية والمدارس التي دمرت باسلحة القتل الجوية والبرية والبحرية. فأمس الاول في اليوم الحادي عشر للعدوان قام سفاحو الطفولة بطائراتهم ومدافع دباباتهم بقصف وتدمير مدرسة "الفاخورة" التابعة لوكالة غوث اللاجئين "الانوروا" مما ادى الى استشهاد وقتل اربعين طفلا وجرح اكثر من اربعين طفلا، كما قتل خمسة اطفال آخرين في نفس اليوم وفي مدرستين تابعتين للانوروا اضافة الى عدد من الجرحى من جراء قصف طائرات همج البشر اعداء الانسانية. لقد ارتكب المجرمون هذه المجزرة ضد الاطفال والمدنيين في مدارس "الانوروا" في وقت اعلن فيه مدير مكتب المفوض العام لوكالة غوث اللاجئين عدنان ابو حسنة ان اسرائيل اعلمت مسبقا بمكان المدارس التي تحولت الى ملاجئ للهاربين من شبح القصف والتدمير والموت، وان اعلام الوكالة كانت ترفرف فوق اسطح المدارس. ورغم هذه الحقائق الدامغة فقد لجأ رئيس الدولة شمعون بيرس ومن خلال مقابلة مع قناة "الجزيرة" الى الكذب السافر بشكل وقح اذ حاول تبييض صفحة جرائم الحرب والتأكيد ان الجيش لا يستهدف قتل الاطفال والمدنيين، وفي وقت كان ينشر على شاشة تلفزيون الجزيرة ان حصاد اليوم من ضحايا المذبحة الاسرائيلية في نهاية يوم الثلاثاء بلغ اثنين وثمانين شهيدا اكثر من نصفهم من الاطفال والنساء واكثر من سبعين في المئة من المدنيين لما في ذلك الشهداء من الاطفال والنساء، كما ان من معطيات جرائم الحرب الاسرائيلية ان عائلات كاملها ابيدت عن بكرة ابيها، كما حدث لعائلة في "حي الزيتون" حيث هدم القصف الاسرائيلي البيت على رأس اصحابه مما ادى الى قتل الاب والام وجميع افراد العائلة. فالعدوان بجرائمه يعمل بشكل منهجي ليس فقط على تقطيع اوصال العائلات الفلسطينية والشعب الفلسطيني، بل كذلك الى تهجير قسري للفلسطينيين الذين هدمت بيوتهم وطردوا الى المجهول يهيمون على وجوههم في "جيتو" القطاع المحاصر برا وجوا وبحرا بقوات هولاكو الاحتلال، ولكن رغم همجية الجزارين فان الشعب الفلسطيني صامد ولن يكون الا النصر حليفه والهزيمة والفشل للغزاة المجرمين.
وواجبنا الكفاحي في بلادنا رص اوسع وحدة صف كفاحية عربية – عربية وعربية – يهودية لتصعيد النضال العادل السياسي – الجماهيري والبرلماني لوقف العدوان على قطاع غزة وكسر الحصار وفتح المعابر وانهاء الاحتلال الاسرائيلي لضمان انجاز الحق الفلسطيني الوطني بالتحرر والدولة والقدس والعودة. واجبنا الكفاحي الوطني والانساني تصعيد حملات الاغاثة لشعبنا المنكوب لانقاذه من براثن الجوع والمرض والفقر.