news-details

السباق في بلداننا العربية يجب أن يكون على خدمة البلد | مفيد صيداوي

 

أبنائي طلابي وأحفادي أهالي بلدي الكرام.

 لقد علمت في مدرسة السلام الواقعة في هذا الحي أكثر من ثلاثين عاما وأرى بينكم طلابي الذين هم أباء وبعضهم لهم أحفادا.

 أيها الجمهور الكريم مع حفظ الألقاب والأسماء والمناصب.

 نلتقي اليوم في افتتاح المنافسة الانتخابية، وهي منافسة مهمة تهدف في الأساس لخدمة البلدين عرعرة وعارة، وهي منافسة شريفة أساسها وحدة البلد على الأمور المطلبية من الحكومة لتطوير البلد، كذلك العمل على وحدة النسيج الاجتماعي داخل البلدين خلال الانتخابات فالانتخابات مدَّتُها يوما واحدا، ولكننا في بلداننا باقون دوما لأن فيها ما يستحق الحياة.

 اسمحوا لي في هذا اللقاء أن أستعرض وإيّاكم بعض المحطات التاريخية في هذا البلد، فقد حرمتنا سلطات الاضطهاد القومي من مجلس محلي منذ العام 1949م حتى العام 1970م حيث قامت بتعيين مجلس محلي بمفتاح عائلي، وكان هذا بهدف دق إسفين بين أبناء القرية الواحدة. وكذلك التأخير كل هذه السنوات من مجلس محلي حرم القريتين من الميزانيات الكثيرة التي يستحقها الأهالي حسب القانون الإسرائيلي نفسه. ومع قيام المجلس المحلي الذي جاء بعد قيام طيب الذكر عضو الكنيست في حينه الرفيق توفيق طوبي بتقديم استجوابات لوزير الداخلية: لماذا لا تقيم وزارة الداخلية مجلسا في عرعرة وعارة في حين أقيم مجلس في أم الفحم وفي كفر قرع، وغيرها وطبعا كل المستوطنات والمدن اليهودية في المنطقة، واعتمد طوبي في استجواباته على حقائق علمية من حيث عدد السكان. وعندما أقيم المجلس بقرار من الوزير برده على طوبي: كان لعرعرة مسطح 6500 دونم، ولعارة بالمثل، ولكن افتعلت السلطات قضية الظهرات لمن تكون؟ ومجلس موحد أم لا؟ وللأسف ألهت هذه القضايا سكان القريتين لمدة طويلة، خلالها خسرت عارة بالأساس بعض أراضيها لأن مجلس عرعرة أقيم ولم يقم مجلس في عارة، وعندما قام المجلس الموحد كان لعارة 4500 دونم فقط أي أنها خسرت 2000 دونم وكان من الممكن الحفاظ عليها.

 وبعد تأسيس فرع الحزب الشيوعي في عرعرة عارة سنة 1973م، قررنا خوض الانتخابات في قائمة جبهوية لأول مرة في تاريخ البلدتين وتشكلت القائمة من الفئات العمالية الكادحة والمهمشة داخل القرية وقد ترأسها كاتب هذه السطور وكانت أول قائمة ترشح امرأة للعضوية في تاريخ القرية وكانت مرشحتنا الحاجة حمدة (عطاف) صيداوي، والدة الدكتور أسامة صيداوي (عضو سكرتيريا الجبهة الديمقراطية في عرعرة عارة )اليوم. ومن بين مرشحيها المرحوم عبد الجبار بشير جرادات، المرحوم يوسف محمد قبلان، الرفيق عبد الرحيم محمود عقل، وغيرهم،ونقص القائمة لدخول عضوية المجلس المحلي ستة أصوات فقط. ولكنني أذكر كيف توجه لنا الناس بالاحترام وليس التشفي والأسف لسقوط القائمة. وفي الانتخابات التي تلتها حصلت القائمة التحالفية مع قائمة الأحرار ونزلت الانتخابات باسم (جبهة الأحرار)، فحصلت على عضوين هما الحاج أحمد حسن عقل ( أبو محمد)، والمربي مفيد صيداوي، وكانت الجبهة ومازالت إطاراً تحالفياً أصيلا، أمّا في انتخابات فرع نقابة المعلمين في الخضيرة فقد ترأست المربية بثينة أحمد عقل القائمة، ومن ثم الزميلة د. فاطمة صالح ملحم وفي هذه الانتخابات استعادت الجبهة تمثيلها الذي خسرناه مرة واحدة منذ العام 1975م، حين دخلنا الفرع لأول مرة برئاسة كاتب هذه السطور، واليوم تترأس د. فاطمة ملحم القائمة التحالفية " الصدق" بأدوات جديدة ولكن بتجربة حياة ونضال مُجربين، واليوم د. فاطمة هي المرشحة الوحيدة بين المرشحين للمجلس ولذلك ندعوا أخواتنا وأُمهاتنا إلى دعم هذه القائمة لأن في هذا الدعم، دعم لدور المرأة في المجلس وفي البلدة. وتحالفنا خلال فترات مختلفة مع الأستاذ علي عقل والدكتور يوسف مصاروة الذين خدموا بلدهم من خلال الجبهة وبرنامجها، وكذلك الرفيق غازي قاسم الذي كان عضوا ورئيسا مؤثرا في لجنة المعارف في المجلس المحلي ونائبا ثقة لرئيس المجلس المحلي في الفترة الأولى من رئاسة المحامي مضر يونس، وفي الفترة الثانية تلاه الرفيق مؤنس وشاحي كعضو مجلس ورئيسا للجنة المعارف، لكل هؤلاء تحيتي واحترامي وتقديري وها أنتم ترون أن الجبهة لم تغلق أبوابها على أحد بهدف واحد خدمة البلد من منطلق كرامة وخدمات.

 أضيف لذلك أن الجبهة أيدت في فترات مختلفة مرشحو الرئاسة الأخوة: محمد مصلح يونس، الأستاذ جميل مرزوق والمرحوم عادل يونس، وعلي عقل، والمحامي مضر يونس، الذي قرر هذه الانتخابات عدم خوض الرئاسة والعضوية فيها، كل هذا يؤكد أننا أبعد ما نكون عن العائلية المقيتة. بل العكس هو الصحيح أردنا وما زلنا نريد تحالف كل الأفراد والعائلات ضد سياسة التمييز العنصرية التي تتبعها حكومات إسرائيل المتتالية ضد قرانا ومدننا العربية، ومحليا عرعرة وعارة بالذات.

 واليوم دعوني أتحدث لماذا نؤيد هذه القائمة، بل نحن جزء أساسي منها وكما أعتقد أن لمرشح الرئاسة رؤيا عميقة تعتمد على العلم المدعم بالنجاح والصدق والالتزام بالعمل المحلي من خلال برامج يطرحها على الجمهور بوسائل الاتصال المختلفة والتواضع، وكذلك رئيسة العضوية الدكتورة فاطمة ملحم التي تربط بشكل فعلي بين العمل المحلي والعمل القطري. والنضال السياسي والاجتماعي وحقوق المرأة. وبقية الأعضاء أبناءنا عقبة عوض عقل ومحمد عبد اللطيف الشيخ عبد.

 هناك ضرورة لاعتبار الربط بين المحلي والقطري في عمل أعضاء مجالسنا ورؤساء مجالسنا وبلدياتنا أساس هام من أسس العمل البلدي " فمن خطط لنكون حطابين وسقاة ماء" فشل فشلا ذريعا، ومن خطط لتهجيرنا أصبحنا نحن مدرسة لأبناء شعبنا بالصمود في أرض الآباء والأجداد، ولو على خازوق، كما كتب الأديب إميل حبيبي، ويجب إفشال من يريد أن تكون مجالسنا تعيش على الفتات وعلى الاحتراب العائلي وعلى عصابات الاجرام المنظم الذي ترعاه أيد خفية لإضعاف كفاحية الجماهير العربية الصابرة في أرض الآباء والأجداد.

 ولذلك أدعو مرشحينا أن يكونوا داعمين أساسيين لتقوية اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية وللجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، واللجنة العامة للطلاب الجامعيين العرب، والدعوة لإعادة تأسيس اللجنة القطرية للطلاب الثانويين العرب أيضا كلجنة كفاحية وحدويّة، وكل الأطر الوحدوية في مجتمعنا.

 وأشير في هذا السياق لأهمية أن نكون صادقين مع الجمهور الواسع، ففي أوضاع البلاد الحالية والمستقبلية ستواجهنا تحديات بسبب الحرب على غزة وما سينتج عنها من غلاء وتقليص في الميزانيات، بما فيها ميزانيات المجالس المحلية والبلديات التي سيتضرر منها العرب بالأساس، وربما البطالة أيضا. وعلينا كذلك عقد اجتماعات دورية لكتلتنا مهما كانت النتائج لوضع برنامج عمل يمكن تحقيقه أمامنا.

 مهمتنا الأساسية خدمة البلد وأهل البلد دون تفرقة، مصلحة البلد العامة وليست قضية موظف هنا أو هناك، مع أهمية اختيار موظفين ذوي كفاءات علمية وإخلاص للمهنة والعمل.

 أعتقد أننا بهذه الرؤيا وهذه التركيبة لقائمتنا المحلية، ولكن برؤيا مشابهة لكل كتلنا ومرشحينا في هذه الانتخابات نستطيع أن نحصل على إنجازات مهمة تدفع بقضايا قرانا ومدننا إلى الأمام في قضايا الحكم المحلي خاصة وفي كل القضايا بشكل عام.

 ولك طالبي وابني د. نزار ولك زميلتي ورفيقتي د. فاطمة ملحم ولكل المرشحين النجاح الباهر ولننتصر لبلداننا، ولنتنافس على خدمتها ورفعتها.

 

إشارة:

*الكاتب عضو مجلس محلي عرعرة لمدة عشر سنوات، والمقال عن كلمته في الاجتماع الافتتاحي للقائمة التحالفية مع الجبهة، باسم الصدق وحرفها. ق.ف. برئاسة د. نزار أبو عقل، وعضوية مرشحة الجبهة د. فاطمة ملحم. يوم الجمعة الموافق 9 شباط 2024م.

 

(عرعرة – المثلث)

 

 

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب