news-details

فرصة لحركة احتجاج بديلة - احتجاج المضطهَدين | نافع حاج يحيى

 

تعج شوارع تل ابيب وبعض المدن في إسرائيل أسبوعيًا بمظاهرات يشارك فيها ما يقارب المائة الف متظاهر بمجملها، وتقوم هذه المظاهرات تحت شعارات "الدفاع عن الديموقراطية" و"الدفاع عن سلطة القضاء" وضد "الاصلاحات القضائية" التي تنوي الحكومة الحالية ان تشرع بها.
من يريد ان ينظر بعمق الى بروفيل  المشاركين الاجتماعي الاقتصادي  و خلفيتهم الهوياتية - فالفرز الطبقي في اسرائيل له طابع هوياتي ايضاً بكل ما تحمل كلمة هوية من معانٍ - فسيصل للاستنتاج ان هذه حركة احتجاج للنخب القديمة التي تخرج لتحارب على مواقع القوة التي قد تفقدها. فليس لديها اي قلق، بالفعل، على الديموقراطية،التي لم تكن قائمة اصلا، ولا على سلطة القانون،الا ببعض هوامش هذه الحركة.
في ظل هذه المظاهرات هناك من يطالب ان يكون العرب جزءًا من هذه الاحتجاجات بينما لا تجد هذه الدعوة اذانًا صاغية من قبل الشارع العربي. هذا لا يحدث، لأن المواطن العربي لا يجد نفسه جزءًا من هذه المعركة التي ظاهرها الديمقراطية وفحواها مراكز القوة والسلطة.
فهل يبقى المواطن العربي متفرجاً محايدا في هذه المعركة؟
الجواب باعتقادي مركب، بحيث لا يعتبِر المواطن العربي جزءًا من هذه الحركة من جهة، ولكن يمكن أن يستغلها كفرصة سانحة ليخلق حركة احتجاج على ما يهمه ويشغله.
اعتقد ان الاجواء السائدة والرأي العام الاسرائيلي المنشغل بهذه المظاهرات هي بمثابة الشق في السد الذي بالإمكان من خلاله وضع قضايا الديمقراطية الحقيقية للمواطن العربي على أجندة الرأي العام، وضع قانون القومية "ليجلس" على ادعاء الديموقراطية أمام التفوق العرقي، وضع قانون كامينتس الذي يعطي قوة أكبر للأوامر الادارية الالتفافية على تلك القضائية امام ادعاء "اضعاف الجهاز" القضائي.
وكذلك، وضع قضايا لم الشمل أمام تفرد السلطة التنفيذية بمصير المواطنين، والاعتقالات الادارية التعسفية امام المطالبة بإجراءات قضائية شفافة وعادلة، وغيرها.
استغلال الوضع السياسي الاسرائيلي القائم  لنضع قضايانا على المحك، ليس فقط قضية ممكنة لكنه أيضاً أمر ملحّ إذا أردنا ان نعيش دون اضطهاد قومي ومدني. بالإمكان فعل ذلك بمنأى عّما يحرك الشارع الاسرائيلي وليس بشكل مذدنب له، بل بواسطة طرح هذه الشعارات، طاقاتها، والمنصة التي تتيحها.

 

دور القيادة السياسية
هذا يحتاج لقيادة سياسية تعي دورها جيداً ومستعدة ان تبني حركة احتجاج بديلة، حركة احتجاج للمضطهدين. قيادة قادرة على بناء برنامج عمل مدروس يُدخل الشارع العربي لهذا الاحتجاج البديل، بحيث تخاطب مفرداته الناس وهمومهم وتكون محركة لهم. قيادة مستعدة لوضع الموارد المتاحة في هذا الاتجاه.
فهل توجد قيادة على قدر المهمة؟ نعم.
وهل ستقوم بهذا الدور؟ هذا على المحك.


 

الصورة: مظاهرة للحزب والجبهة في حيفا بالشعارات الواضحة

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب