news-details

لتبقى ذكرى رفيقي العزيز ابو همام خالدة| توفيق كناعنة

ليش هيك تعمل معي يا رفيقي العزيز ابو همام, مش يوم تكريمك اتفقنا مع بعض على ان نلتقي مرة اخرى في بيتك لنستعيد ذكرياتنا معا في جسلة هادئة؟ ليش خالفت الوعد, ما هو صرلي مرافقك زمن طويل ولا مرة خالفت الوعد, ليش هاي المرة خالفت الوعد سامحك الله يا ابو همام.

لقد عرفت الرفيق ابو همام توفيق الحصري منذ 66 عاما في معتقل الجلمة اولا, ومن ثم في سجن الدامون، وكل هذا بعد احداث ايار سنة 1958, هذه الاحداث التي سماها رفيقنا طيب الذكر الرفيق توفيق زياد، والذي كان سجينا معنا في نفس الغرفة في الدامون، على انها الانتفاضة الطبقية والوطنية لجماهيرنا العربية في هذه البلاد, ولقد استمرت هذه العلاقة مع الرفيق ابو همام حتى اخر ايامه. وبالصدفة في يوم السبت الماضي التقيت مع الرفيق الدكتور عفو حصري, ابن اخ الرفيق ابو همام وسالته عن وضع ابو همام الصحي, لانني كنت اعرف انه بالمستشفى, واجابني ان وضعه صعب, وعندها قررت في داخلي انني سازوره غدا في المستشفى. وسؤال يا ابو همام, هل عرفت انني سازورك ولذلك رحلت لانك لا تريد ان اراك وانت تتألم؟ ولا يمكن ان نتبادل الحديث كما تعودنا عندما كنا نلتقي. هيك يا ابو همام؟ حرمتني من هذا اللقاء الله يسامحك.

لقد عرفت ابو همام الرفيق المناضل الشجاع والانسان والرفيق والصديق الصدوق والاخ الوفي والشيوعي الاصيل الذي كان حتى ايامه وفيا لشعبه وحزبه ومبادئه السامية. وعرفت فيه الجرأة في مجابهة السلطة وعملائها والانسان المخلص في علاقاته الرفاقية الصادقة ومعاملته الابوية مع ابناء بيته ومع الشباب لأنه كان يرى في الرفاق الشباب مستقبل الحزب وتطوره ومكملي الطريق الذي اسهم اسهاما هاما في تعبيده, ولم يتخلّ عن المشاركة في كافة النشاطات الحزبية والجبهوية العامة حتى اقعده المرض.

ان هذا الجيل من الرفاق كان قد تحمل الكثير من ظلم السلطة ونظام الحكم العسكري البغيض وشظف العيش, وبالرغم من كل هذا لم يبدلوا تبديلا. حيث كان هدفهم الاول والاساسي هو خدمة شعبهم والدفاع عن مصالح هذا الشعب، وهكذا كان ابو همام في طليعة هؤلاء الرفاق في العطاء الدائم.

في الواقع انه وبالإضافة الى علاقاتنا الرفاقية الصادقة والمميزة كانت لي علاقات عائلية وفي اخر مرة كانت زيارتي له عندما دعاني الرفيق مريد فريد لحضور حفل تكريم الرفيق ابو همام في ام الفحم من قبل فرع الحزب الشيوعي، وفي هذه الزيارة كانت محطتنا الاولى انا وزوجتي وابني عبد القادر بيت ابو همام. ومن عادتي دوما حتى في الفترة التي كنت اعمل في منطقة المثلث الحزبية ان اعرج حتما على بيت ابو همام اولا عندما اكون في ام الفحم.

الحقيقة انه مهما اكتب عن ابو همام لا يمكن ان اوفيه حقه, لانه ومنذ عرفته كانت بيننا علاقات خاصة ومميزة, بدون حدود للمزح والمداعبة بيننا. يا رفيق ابو همام, انا لا استطيع الا ان اسامحك لانك في الحقيقة لم تخلف الوعد عن قصد الا نتيجة لاسباب قاهرة لك ولي, ولكني ايضا اعدك يا رفيق يا اللي اسمك مثل اسمي اني لن انساك كل ما زلت على قيد الحياة. لان امثالك لا يمكن نسيانهم. ولتبقى ذكراك خالدة يا اخي ورفيقي وصديقي. نم قرير العين وكن مطمئن ان هناك قيادة لهذا الحزب سيكملون المشوار من بعدنا.

عرابة البطوف.

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب