news-details

لذكرى الرفيق اسعد يوسف كنانة: أبدًا على هذا الطريق | عادل عامر


قبل عدة ايام فقدنا قائدا شعبيا ووطنيا عزيزا هو الرفيق اسعد يوسف كنانة "ابو عصام" .
ومع حزننا على هذا الرحيل الا اننا نشعر ايضا ، باعتزاز كبير بهذه الشخصية الفريدة والمميزة التي حظينا بها كحزب شيوعي ، جبهة، شعب واقلية قومية فلسطينية.
الرفيق اسعد يوسف كان رجلا استثنائيا ورياديا في الكثير من الحالات والمواقف ولعل ابرزها كونه انتخب وهو في ريعان شبابه كأول رئيس مجلس بلدي شيوعي في البلاد .
هذه الثقة التي منحه اياها اهالي يافة الناصرة كانت تعود للعديد من الصفات التي تحلها بها.

منها الشجاعه، الاستقامة،  الصدق والتفاني وذلك في ايام الحكم العسكري العنصري. ولكن الرفيق اسعد اضاف الى هذه القيم الشخصية قيما اخرى اضفت على شخصيته استثنائيةً   غير عادية عندما تبنى الفكر الشيوعي، الاشتراكي الذي يمنح الانسان مركزية واهمية خاصة في كل النضال والتفكير، الامر الذي يتطلب احترام كرامة الانسان وتكريس كل الثروات والجهود لرفع مكانة الانسان، المادية والروحية اينما كان.

هذه الرؤيا الانسانية التقدمية والوطنية دفعته ليرى ان مصلحة ابن بلده، يافة الناصره، كونه القيّم على هذه المصلحة بحكم كونه رئيسا لمجلسها المحلي، هي مصلحة ابن رهط وعرابة وسخنين والطيرة  في الوقت نفسه. وان مصلحة بلد ما لا يمكن ان تنفصل او تتناقض مع مصالح كل ابناء شعبنا في كل مكان. هذا الوعي والممارسة جعله قائدا وطنيا وشعبيا حظي بمحبة وتقدير كل ابناء شعبه وبلده


هذا الالتزام الوطني والفكري جعله يدخل التاريخ من اوسع ابوابه، عندما ساهم مع بعض رؤساء السلطات المحلية العربية الى جانب القائد الخالد توفيق زياد في صنع اليوم التاريخي لجماهيرنا ولشعبنا الفلسطيني وهو يوم الارض الخالد في ٣٠ آذار عام ١٩٧٦ وهذا الموقف الشجاع هو انعكاس لالتزامه الوطني والاممي.
هذه الرؤيا السياسية الواضحة هي الارث النضالي الذي تركه الرفيق اسعد يوسف كنانه وهو الارث الذي بموجبه يمارس به حزبنا سياسته في هذه الايام العصبية الذي تشتد فيه الفاشية ويتعرض شعبنا الى حرب ابادة وتهجير في غزة.
هذا الارث النضالي يحتم علينا مواصلة النضال ضد الفاشية ومواصلة نضالنا من اجل وقف الحرب ضد شعبنا في غزة. وهو نضال يهودي عربي مشترك  كما اراده الرفيق ابو عصام.
لا زلت اذكر ذلك اللقاء الحميمي بين الرفيقين اسعد يوسف وبنيامن غونين، الذي سبقه بالرحيل قبل اقل من شهرين ، حيث كان لقاء استثنائيا بين قامتين امميتين تميزتا بعمق الحب الانساني بينهما والتقدير العالي وبالقواسم المشتركة والرؤية الواضحة لمستقبل  لهذه البلاد،
هذه الموقف يأخذ مصداقية عميقة وصحيحة هذه الايام مقابل واقع القمع والاضطهاد والحرب والدمار. ونحن مصرون على مواصلة هذا الطريق.
وابدا على هذا الطريق

عادل عامر وأسعد كنانة

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب